3

:: قناديل 95 ::

   
 

التاريخ : 19/02/2013

الكاتب : جوزف أبي ضاهر   عدد القراءات : 1650

 


 

 

تركيبة النفاق

كان المحامي الأديب عبد الله لحّود يَسخَرُ من التركيبة السياسيَّة ويعتبرها مسندة إلى النفاق، تقول عكس ما تفعل، وتفعل عكس ما تقول، وتستجدي العصبيَّات القبليَّة والمذهبيَّة إذا لاحت في الأفق البعيد ملامح خطر يهدِّد مصالحها... حتَّى ولو كان من في السلطة مثالاً للنزاهة. فالطائفيّة (وهي سببُ عِللِ الوطن) كانت وستبقى تتحكّم في كلِّ شيءٍ حتّى في حرّية الفرد التي كفلها الدستور، وتمنعه من ممارسة أبسط حقوقه في اعتماد الزواج المدني «الذي هو ضرورة حضاريّة في كلِّ بلدٍ متطور، يؤمِّن وجوده في جميع الحالات حرِّية المعتقد، وحرّية تأسيس العائلة من دون التفات إلى فوارق ناتجة عن العرق والدين... وبديهي أن هذا الزواج المدني لا ينفي الزواج الدينيَّ لمن يشاء».

الدولة العلمانيّة ممنوع تحقيقها، وحقوق المرأة ستظلُّ ناقصة، رغم مطالبة المتطلِّعين إلى بلد أفضل وأقوى، يساوي بين جميع أفراده... «التركيبة السياسيّة» تخاف تسقط إذا خسِرت ثوبها الرثِّ واستبدلته بما يستُر عوراتها... ويريحنا.

الحاكم «المفدَّى»

لم يمرَّ في باله مرّة أنه سيسقط على سجّادة من أجساد ناس، يقدّمهم قرابين ليستمر جالسًا في عرش نخره السوس، وعشَّش في طيَّات قماشه فساد أسرة وحاشية، وزمرة منتفعين نافخين في بوق الحناجر، لتظلّ متأهبة لكلمة «يعيش»، فيكثر عدد المنافقين خوفًا، أو تبعيَّةً.. لا فرق، النتيجة ذاتها.

«الحاكم المفدّى» لا يَقرأ. لا يهمُّه أن يَعرف تاريخ أمثاله. تاريخه مغاير لتاريخهم، يبدأ معه وبه، ولا خوف من تغيير حرف إلا بأمرته.

«الحاكم المفدّى» يضحك حتّى ينقلب على ظهره حين يُذكر أمامه أن الديكتاتوريَّة حمَّلت قادتها موتهم على أكتافهم، وهي تدفع بهم إلى تحت أرجل المسحوقين من: ستالين إلى موسوليني، إلى تشاوسيسكو، ونوري سعيد، وعيدي أمين وصدّام والقذافي، ومن لم نذكر ومن سيتبع...

القافلة يجرّها حمار صغير من دون أن يحمل على ظهره صورة حاكم واحد. هو أذكى من أن تشغله صورة، فيسقط في حفرة شارك في نقل ترابها ليصبح القبر أوسع من الجسد.

قتلها حبًّا بالنظام

أبشع ما قرأت في مدوَّنة «النجيع» العربي: «أن رجلاً  قتل زوجته المعارضة ليثبت ولاءه للنظام الذي برّر فعلته بأنه كان في حالة سكر».

لم يتَّضح إذا كان السكر نتيجة شربه الخمرة، أو نتيجة عشقه لـ «النظام» ومن العشق ما قتل!

الخبر ليس جديدًا، لكن السكين ما تزال تنزُّ دمًا.

الأوجع أن بنت «القاتل باسم النظام» ناشطة معارضة نشرت خبر الفاجعة على الـ «فيسبوك» مع تعليق: «أمي سامحيني، لم أستطع أن أقيم لكِ تشييعًا لائقًا... طالما كنتِ تقولين لي: عندما أموت ادفنيني بالقرب من والدك».

شَددتُ على القلم ليصرخ... انكسر.

تحرّر

اعترف شاعر أمام طفله:

«أنا سجين أوراقي ولو سَمَحت لي بالطيران إلى أقاصي الأرض».

ابتسم الطفل وردَّ:

ـ سأحرّرك، سأمزّق كلَّ أوراقك.

على الدّرب

اتكأ غصنٌ على شجرة

امتلأ جسده بالأولاد.

***

حاصر الهواء شجرةً أغرته ببعض عُري، ولم تنكسر له.

***

يسمع العابر صوت النار، ولا يفهم لهبها.

***

شفتان قضمتا جسد الهواء فزغرد.

***

أتلصَّص على ظلّي خوف يأخذ غبار قدمي.

***

لا يعرف النهر دربًا غير درب البحر.

لو فتش عن غيرها تاه.

***

تنظر التفاحة إلى الأيدي قبل الشفاه.

الأيدي تغتسل من الخطايا... وتكرِّرها.

***

حدَّق عصفور في أغصانٍ متشابكةٍ.

عرف كيف تُصنع الأقفاص... طار.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.