(ورقة أُلقيت بمناسبة تدشين كرسي الأدب السعودي، برعاية معالي وزير الثقافة الإعلام د. عبدالعزيز خوجة، ومعالي مدير جامعة الملك سعود أ. د. بدران العمر، صباح الثلاثاء 27 المحرَّم 1434هـ= 11 ديسمبر 2012م، كلية الآداب، جامعة الملك سعود، الرياض(.
-1-
حينما هاتفني سعادةُ عميد كلية الآداب بجامعة الملك سعود ببشارة هذه الاحتفاليّة، ودعاني للتحدّث فيها، تساءلت ببراءة: أيُّ كرسيٍّ هذا؟ أهو خشبيّ؟ أم بلاستيكيّ؟ أم دوّار؟ فأعلمني أنه "كرسيٌّ حديديّ"!
كان السؤال مزاحيًّا؛ لكثرة كراسي البحث اليوم في الجامعات السعوديّة، وضرورة إعادة التقييم، بعد نحو عشر سنوات على هذا المخاض، وتناسل الكراسي بصورة لافتة، لإعادة النظر في أداء بعضها، من أجل التفريق بين ما ينتمي منها إلى البحث والعلم والأكاديمية، وما تغلب عليه الطبيعة الإعلاميّة، والدعائيّة، مع ما يستهلكه من مالٍ بلا مردود، وجهودٍ بلا منتوج، لا للعلم ولا للوطن.