3

:: الكلمة الأَحَبّ-44) هيام ملاط: الكلمة ::

   
 

التاريخ : 31/08/2011

الكاتب : هنري زغيب   عدد القراءات : 1542

 


الكلمة الأَحَبّ

ما الكلمة؟ مُجرَّد حروف؟ مضمونٌ ذو مدلول؟ شكلٌ ذو جمال؟ رمزيةٌ ذاتُ دلالة؟

للكلمة موقعٌ في الذات هو غيرُهُ في السوى. ترتبط بقارئها أو قائلها ارتباطاً ذا علاقة خاصة بأسباب ذاتية تختلف بين شخص وآخر.

كلمةٌ معيّنة بالذات: ماذا تعني لك؟ بِمَ توحي إليك؟ لماذا استخدامك إياها أكثر من سواها؟ لماذا تتكرّر في كتاباتك؟

هذه السلسلة: "الكلمة الأَحَبّ"، أسئلةٌ نطرحها على المعنيّين بالكلمة كي نصل الى خلاصة تحليلية عن اللغة ومدلول اللغة و"لغات اللغة" انطلاقاً من الوحدة الأولى الأساسية التي هي الكلمة.

بعد ثلاثة وأربعين جواباً من وليد غلمية وعبدالله نعمان وإملي نصرالله وأمين ألبرت الريحاني وجوزف بي ضاهرأبي ضاهر وسلوى السنيورة بعاصيري وجوزف جبرا وزهيدة درويش جبور ومي منسّى وهدى النعماني وغالب غانم ومحمد بعلبكي وهشام جارودي وألكسندر نجار وجورجيت جبارة وغازي قهوجي وسمير عطالله وإلهام كلاّب البساط وأنطوان مسرّة وفاديا كيوان وريمون جبارة وسلوى الخليل الأمين وندى عيد وهنري العويط ومنير أبو دبس وندى الحاج ونجوى نصر وهناء الصمدي نعمان ووردة زامل ونُهاد نوفل وكريستيان أُوسّي وفؤاد الترك وشوقي بزيع وأسعد مخول وإيلي مارون خليل وجورج كلاس ومفيد مسوح ومحمد علي شمس الدين ومنيف موسى وسهيل مطر وجورج سكاف ومروان فارس وأديب كبا، هنا الجواب الرابع والأربعون من الرئيس السابق لمجلس إدارة الصندوق الوطني للضمان الإجتماعي ومؤسسة المحفوظات الوطنية الأستاذ الجامعي المحامي هيام جورج ملاّط.

                                                                                 هنري زغيب

                                                                      email@henrizoghaib.com  _________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

 

44) هيام ملاط: الكلمة

          ... ولماذا "الكلمة"؟

لأنّ لكلّ ظرفٍ كلمتَه، ولأنّ كلّ كلمة تعبّر عن ظرفٍ بالذات.

وهل سذاجةٌ اعتبارُ "الكلمة" بالذات "الكلمة الأَحَبّ"؟

الكلمة ترافق كلاًّ منا طيلة حياته.

التلعثُم هو الكلمة الأُولى التي تصدر عن الإنسان.

وحين يترك هذا العالم يغادر بكلمة أخيرة، حتى ولو لم ينطق بها.

الكلمة تعبيرٌ عن ذاتيَّتنا. لولاها لا تعبير لفكرة أو لعاطفة. وما الإنسان بدون التعبير عما يُخالجه من فكرٍ أو عاطفةٍ تجاه ذاته أو تجاه الغير؟

بالكلمة يلتقي الإنسانُ مع أخيه الإنسان.

وتتجلّى إيجابية الكلمة وفْق ظرفٍ يضع فيه الإنسان ذاته. وهنا قد يكون الكلام سكوتاً في مواقف حرجة.

سوى أن موقف الإنسان لا أثر له ولا ديمومة إن لم يعبّر عنه بالكلمة.

أية كلمة هي "الأَحَبّ"؟

إنها التي، ولو موجَزَةً، تعبّر عن شدّة موقفٍ، أو ديمومة عطفٍ، أو حدّة الْتزام.

و"الكلمة" غيرُ "الكلام".

الكلامُ من ضعف إنسان يرغب بالكلام في تغطية عجزه أو ضعفه.

الكلمة، بإيجازها، ترمز إلى قوّة الفكر وشدّة العاطفة.

عن الفيلسوف اليوناني فيثاغوراس أن أَحبَّ كلمَتَين لدى الإنسان الملتزم، هما: "نَعَم" و "لا"،  لأنهما تختصران قوّة الشخصيّة وشرَف المواقف.

كلمتي الأَحَبّ هي "الكلمة"، لأنها في إيجازها تسحب الإنسان من العَدَم، وتدفعه إلى الملأ، كي يشهد بما ينفث فيه الله، وما يلهمه إليه وحيُ الوجدان.

تصدر هذه السلسلة تزامناً مع صدورها في جريدة النهار البيروتيّة صباح كلّ أربعاء

*) الأربعاء المقبل- الحلقة الخامسة والأربعون: النقيب عصام كَرَم

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.