3

:: عـــذراً يا أبا الطيب - رسالة إلى أبي الطيب المتنبي ::

   
 

التاريخ : 04/09/2010

الكاتب : محمد نديم علي   عدد القراءات : 1669

 


 

 


على ورد من الأنداء
حطت غيمتي يوما
فرفرف جنحه العصفور يكتبني..
بريئا كان يمليني بغير كتابْ..
وكنت أنادم الخلفاء،
أسكب في معيتهم
شذا من روض أحلامي،
وآمالي
وآلامي
ولكني
على فيض من الأدواء حطت غيمتي سرا..
لكي تروي شغاف قصيدة حرة...
فهاج الشعر يهتف في مظاهرة...
ليقطع دابر المعوج والكذاب...
غرّد في بطانته..
فهاج خليفة الخلفاء.. في وجهي..
وحطّم كأس أوردتي..
وأحرق وجه قرطاسي..
وأسكت نبض محبرتي
وداست رجله رأسي،
وصلّب في جذوع النخل قافيتي...
وعرّاني... وألبسني مسوح الطين في بغداد والكوفه،
وأهداني إلى (الإخشيد) موثوقاً.. لظهر حمار.
رويدك سيدي الأمجد..
إذا أغرت صحارينا...
هوى الشذاذ يلحقني...
فسامحني فإن عيالي الرضّع...
عبيداً في صباح العيد باعوهم..
سأصمت مرغماً..
إني حبيس في سلال الخبز..
أرتع في نخالته..
ولا أنطق..
وأنسج من حبال الخوف أشرعتي،
وتسكن في كهوف الصمت..
جاريتي..
فلا عزفٌ..
ولا قصفٌ
ولا خمرُ..
ولا ذكرٌ..
ولا عشقٌ..
ولا وصلُ...
تمعّنْ سيدي وانظرْ
فذاك حصاني النجديّ،
يبرز في سما الفسطاط،
تحت الشمس، تمثالاً بلا سيقان.
تمهّلْ سيدي أنصت..
لقاضينا بلا ميزان.
تفضّلْ سيدي واشهدْ.
على سيفٍ وقرطاسٍ وبردعةٍ...
بسوق العصر أشريها لجمع (الزنج) والعسكر..
تمهّلْ سيدي..
واسمعْ.
ولا تحزنْ..
ولا تعْجلْ بلائمة..
فلستُ الفارس الأوحد..
فلستُ الفارس الأوحد.
فعذرا يا أبا الطيب.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.