3

:: معجزات صغيرة "تعا ولا تجي" ::

   
 

التاريخ : 12/04/2010

الكاتب : جمال عواد   عدد القراءات : 9593

 


  

 

سألت نفسي عن المعنى العميق لموسيقى وكلمات هذه الأغنية، وخصوصا أنني أصبحت موقناً أن في لحن كل أغنية رحبانية جملة لحنية ما، أو لازمة، أو مقدمة ترسم لوحة الأغنية سمعياً أو تلخص موضوعها، حتى ولو لم أتوصل إلى كشفها أو القبض عليها.

"تعا ولا تجي" معجزة صغيرة من معجزات الرحابنة وفيروز لحناً وكلمة، ترسم إشارة استفهام في مقدمتها الموسيقية.

ويمكن لمن يعيد سماع المقدمة وانحناءات لحنها أن يرى ذلك بوضوح تام. فكما أن إشارة الإستفهام(؟) تبدأ من الأسفل بنقطة وتصعد لتنحني في قمتها وتهوي كسؤال أصابته طلقة الحيرة، وتنتهي عند مستوى منتصف قامتها، كذلك لحن المقدمة فهو يبدأ بجملة لحنية صغيرة جداً تتكرر ثلاث مرات بتصاعد يوحي بالحيرة والتذبذب نظراً لتركيبها اللحني.

فتخيل أنك تقف على أول درجة من درج ما، فتتردد بالصعود وتنزل إلى ما قبلها، تغير رأيك وتعود لتعتليها، ثم تصعد درجة وتكرر نفس السيناريو، ويتكرر ذلك مرة ثالثة، هذا هو حال هذه الجملة الموسيقية.

ثم يصعد اللحن إلى قمة سلم المقام (عجم _ ماجور) أي درجته الثامنة ليعود وينزل بشكل تدريجي حتى الدرجة الخامسة وهي منتصف سلم المقام ليكتمل بذلك شكل إشارة الإستفهام.

.
.
.

"تعا وْلا تِجي

وكْذوب عَليّي

الكذبة مش خطية

وَعِدْني أنّو رح تجي

وتعـــا ولا تجي"

 

رجاء وشوق وانتظار نضح بهم لحن يبدأ من أعلى درجة وينكسر إلى الأسفل بنقلاتٍ عبقرية ليستقر في الدرجة الثالثة من المقام، لأن العودة إلى أولى الدرجات تعني انتصار "لاتجي".

.
.
.

ولكن "لاتجي"!! لماذا؟؟؟

لأن الجارات على "عتاب البواب" تقتل زمنها بحياكة الحكايات "بالإبر المسنونة" المنتظرة برفقة العيون المتعطشة لصوغ "حكاية"..... طيب "لوين رح إلْتِجي"؟؟؟؟ ويأتي هذا الخبر (خبر العتبات) بجملة لحنية تشبه في فجائيتها وأسلوب أدائها غنائياً الخبر العاجل الذي يقتحم رقّة التأمل والرجاء والشوق، فقد بدأ لحن هذا المقطع من درجة غير مألوفة في قطاف هذا المقام وهي سابعته.

ولو أن الأمر اقتصر على الحكايات فقط لكان من الأفضل أن "تجي"، ولكن مالعمل  ع الحسد المنتظِر على "الطريق" والذي "زهّر بالدّوارة وزهّر عند الجارة"..

عندها سيأتي "الحكي" فقط، أما أنت.....

‏.
‏.
‏.

الأفضل "تعا ولاتجي"

jadawad65@gmail.com

 

 
   
 

التعليقات : 1

.

30-03-2012 06:1

modar

بصراحة تحليل فني عميق جداً للغنية.. تحياتي


 

   
 

.