3

:: ألغُموضُ المُشرق ::

   
 

التاريخ : 31/12/2009

الكاتب : إيلي مارون خليل   عدد القراءات : 1769

 


 

ألغُموضُ المُشرق

إيلي مارون خليل

 

 

 

مُنِحْـتُ جسمًا بـدا ريـحًا وتنـدلـعُ                       

 

 

بهـا بَواكـيـرُ من نـارٍ... ولا وَرَعُ

 

قولوا لِمَن حلُمـوا: مـاجَتْ بنا حُـرَقٌ

 

 

جُنـَّـتْ بنا مُـتـَعٌ... فالجسمُ يُخترَعُ 

 

أُعطيـتُ روحًا فمَـن يبقـى بها؟ بَدَدًا

 

 

تذوبُ أرواحُنـا... أجسـادُنا البـَـدَعُ

 

أرواحُنـا وحـدةً تحيـا، فهل عشِقـتْ

 

 

تكـونُ، والجسمُ طـافٍ حَـدُّه المُتَـعُ؟

 

روحٌ بهـا شقـوةٌ... حِسٌّ بـه نَهَـمٌ..

 

 

حُرّيّـةٌ خِصـبـةٌ، يـا لُغزَ ما بَرَعوا!

 

هو الغُمـوضُ  يُقيـمُ العمـرَ مبتهجـًا

 

 

نُحِبـُّهُ... وبـه نَرقـى... ونَبتَـدِعُ...

 

 

***

 

 

 

 

يا كَـونَنا الرَّحبَ!  يـا عُمُرًا سَما نَزِِقًا

 

 

كيف المَـدى جـاور الأعماقَ  تندفعُ!؟

 

حُبـًّـا، حيـاةً، مَداراتٍ، نُهًى، قـدَرًا،

 

 

يا طيـبَهُ حصْنَ ألغـازٍ... ويـرتفـعُ!

 

يا أرضُ، ظلّي سَنًى! يا موتُ، ظلَّ مِدًى

 

 

أهْـواهُما، العُمْـرَ،  يا شوقًا... وأندلِعُ

 

جِسمٌ سَخـا مُتـعةً.  روحٌ نَقَـَتْ ألَـقًا

 

 

تَوَحـُّدًا هـامَتِ الأهـواءُ...  تَصطَرِعُ

 

ماذا أقــولُ،  وأقـدارٌ لنـا، غـُـدُرٌ

 

 

تشـاءُ  ما يَستبيـحُ الوَهـْـمُ والوَجَعُ؟

 

مَـدًى، ولكن قصيرٌ، سِحـرُهُ نَهِـمٌ...

 

 

طيـرٌ ولا قدرةٌ... حُكمٌ  ومـا قَطعـوا

 

بعضٌ إلـى روحه... بعضٌ إلـى جسدٍ

 

 

فَصْـلٌ؟ مـؤامرةٌ. عَجْـزٌ. لَكَمْ خُدِعوا

 

للهِ!  جُـنَّ بِهِم عقـلٌ؛ وجُـنَّ هوًى...

 

 

جنـونُهمْ مَيَدُ الأزمـانِ... إذ صُفِعـوا

 

هَشٌّ هو العُمْرُ! هَشٌّ!  مـا له سَـنَـدٌ!

 

 

سِفْرُ الخليـقةِ نـايٌ فيه كَمْ... دَمَعـوا!

 

 

1 آب 2009 - (لونغ بيتش/كاليفورنيا)

 

 

 
   
 

التعليقات : 4

.

09/01/2010

إيلي مارون خليل

سيّدتي الأديبة ميرفت سرحان

تعرفين، أكثر منّي، أنّ كلّ قراءة للقصيدة، كتابة جديدة لها، أو فهم جديد، قد يكون مُغايرًا لرؤيا شاعرِها، ما يُغني القارىْ والنّصّ معًا.

أشكر لكِ التفاتتَك مع المحبّة


.

09/01/2010

ميرفت سرحان

نعم، كلّ كلمة وكلّ شطر يضع على أوتار اللّحن جمالا.

فالجمال هو  جمال القلم،  وصدق الجوهر،  والأجمل... هوالغموض المشرق

لك جزيل الشكر على الإبداع  والعنوان الملفت


.

03/01/2010

إيلي مارون خليل

ألأديبة سوزانّ

قراءتكِ لقصيدتي إضافة تُغنيها، ما يُشير إلى ذَوق وثقافة مُعمَّقَين، بهما يغتني الأدب.

 محبّتي


.

01/01/2010

سوزان ضوّ صايغ

هَشٌّ هو العُمْرُ! هَشٌّ!  مـا له سَـنَـدٌ!

 

 

 

هذان البيتان بمفردهما.... قصيدة.

بين صدر وعجز كل بيت موسيقى تتراقص على نغماتها لغة اشتقنا للغوص في مفرداتها.

بوركت

سِفْرُ الخليـقةِ نـايٌ فيه كَمْ... دَمَعـوا!


 

   
 

.