3

:: من سرق كتاب عاصي الرحباني؟ ::

   
 

التاريخ : 22/06/2009

الكاتب : روبير فرنجيه   عدد القراءات : 3480

 


 

من سرق كتاب عاصي الرحباني؟

روبير فرنجيه

في الذكرى الثالثة والعشرين لغياب (المعلم) عاصي الرحباني، دفع الشاعر (أسعد جوان) بكتاب سمّاه: (أبانا الذي في التراب - عاصي الرحباني)، وعلى غلافه صورة للغائب وحاشية: (كتابٌ إليه مع اخيه منصور)، لكون منصور التحق بعاصي والكتاب كان يشق طريقه من المطابع، فزاد عليه ما يليق بالحدث لان (عاصي عاش منصور كما عاش منصور عاصي).

الكتاب يحتوي على بحث ونقد وسيرة وآراء وحوار ومختارات من نصوص (الأخوين الغائبين الحاضرين) في الشعر والأغنية.

يستهل الشاعر اسعد جوان مؤلفه بحوار تم بينه وبين السيدة فيروز، التي هاتفته مرة بعد نشره نصاً صحافياً عن الفنان عاصي الرحباني واستحصلت على رقم هاتفه من عبدو وازن. وربما أجمل ما دار في ذاك الحوار، الذي يشبه حوارات الأحلام الطفولية والمنامات، ان السيدة دعته الى انطلياس (وتمت الزيارة) وقدمت شهادة بما قاله جوان عن عاصي حين قالت له: (... رجعتو لنا، قعد بيناتنا، شِرب معنا قهوي سَلَم علينا وراح).

وبعد نشر وقائع ذاك الاتصال الهاتفي نصل الى الفصل الأول، وربما الحوار
بين أسعد جوان وعاصي الرحباني كما تخيله الأول، هو (زبدة الكتاب). هذا الحوار كان يريد ان يجسده المسرحي الراحل نبيه أبو الحسن (اخوت شانيه) لكن الموت استعجله. ويبدو ان جامعة سيدة اللويزة تبغي مسرحته في سنة (2011). بعد ذلك رثائية قالها بعاصي تصح بمنصور وفق ما همش به النص الذي حمل عنوان (مات القمر!) ومنها (مات عن الوطن... مات الوطن وعن الوطن)! وفي خاتمة النص المنشور في 24 حزيران 1986: (خبر ينزل كالزلزال علينا، البطل لا يموت لكنه مات، فهل نصدق؟ اليوم صارت السماء غنية وافتقرت الأرض).

وعلى صفحات هذا الكتاب القصير الصفحات (224 صفحة من الحجم الصغير) رثائية لليال عاصي الرحباني بعنوان: فيروز تبكي الليالي على ابنتها ليال، والمناسبة حين أصبحت المرتلة الكبيرة فعلاً: (انا الأم الحزينة) وأكثر من تلخيص لاحتفالات دعا اليها صالون العشرين تكريماً لعاصي.

كما تضمن الكتاب كلمات في عاصي لأنسي الحاج (حزيران 1986) ولنسيبه الوزير السابق المحامي الياس حنا، غازي قهوجي (21 حزيران 2006)، شقيقه الياس الرحباني (20 حزيران 1990) وهنري زغيب.

وفي الكتاب الحديث الصدور والولادة كلمات ليست كالكلمات قالها أسعد جوان لعاصي: (نجح الموت بخطف جسد عاصي، بسْ ما قِدر على روحو، اللي تخبت منو ولِطيت ورا قلب منصور، لمبارح، تا تطلع معو، لعند عاصي).

فإلى مختارات من أشعاره بل من أشعارهما عاصي ومنصور ومنها: راجع بصوات البلابل، شو بيبقى من الرواية، الله معك يا هوانا، في قهوِه عَ المفرق، يا داره دوري فينا، بكرا انت وجايي، شادي وعَ اسمك غنيت...

كما كتب الشاعر أسعد حردان عن دمعة زياد الرحباني التي ذرفها حين رحل عمه منصور، فقال عنها (طرطشت شظاياها حتى عظام والده...). واستعاد ما قاله غسان الرحباني وكذلك الفنان رفيق علي أحمد، الذي قال: (... عاصي ومنصور روح واحدة في جسدين).

وكتاب (عاصي) هو من تسعة كتب ستصدر لأسعد جوان لمناسبة إعلان الأونيسكو - بيروت عاصمة عالمية للكتاب لعام 2009 - 2010 . ومن الكتب التسعة صدر حتى الآن سبعة. والبقية ستأتي في تاريخ 9/9/2009 ومن بينها كتاب عن صديقه الشاعر الراحل أسعد السبعلي مع شريط وثائقي تلفزيوني. والكتاب يحتوي على أسرار وذكريات السبعلي ومختارات من أشعاره ووصاياه، وهو من 320 صفحة من القياس الكبير، واليه سيدفع بكتابين الأول عن الشاعر نزار قباني والثاني عن الشاعر سعيد عقل.

كما يجهد الشاعر أسعد جوان لاستحداث (الضيعة الشعرية) في بلدته (زان) البترونية، وهي كناية عن مسرح طبيعي فوق السطوح لإقامة المهرجانات الشعرية على غرار المهرجانات الشعرية العربية. كذلك يسعى لإقامة خشبة مسرح غنائي لاستقطاب النصوص المسرحية الفولكلورية اذ ترك غياب عاصي ومنصور فراغاً كبيراً على هذا الصعيد. والمسرح قد يكون في قلعة فقرا في 2011 في نصف جبل لبنان.

تبقى إشارة الى ان نحو 300 نسخة من كتاب (عاصي الرحباني) تمت سرقتها من صندوق سيارة الشاعر أسعد جوان حين كان يركنها أمام معرض الحركة الثقافية انطلياس، ما ذكرنا بكلام قاله لنا الفنان دريد لحام مرة: لو دخل أحد السارقين منزلك وعبث باغراض البيت، وحين تفقدته وجدت كل ما فيه من ذهب ومقتنيات قيمة موجودة، فيما أحد الكتب النادرة طار من المكتبة الا تتشوق لمعرفة هوية السارق؟

وهكذا نحن نتشوق لمعرفة من سرق كتاب عاصي!!

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.