شكراً للجميع لتفاعلكم المفيد وشكراً لجماليا لإتاحة الفرصة لنا للتلاقي على أرضها وبين جمهورها. بالرغم من محاولة فرملة دخول البعض بأسماء مستعارة كما اقترحت سابقاً, وذلك عبر نعتهم 'بالأختباء' خلف الأسماء الوهمية وهو برأيي وإن كان عن غير قصد, قد ألزم البعض بالإختباء كليا .
سيدتي الغالية سوزان:
شكرا لتعليقك المكتنز لطفاً و نعومية . أظن أن اللجوء للغة المحكية هو أمر طبيعي كونها لغة الحياة اليومية. وأنا لا أظن أن الأمر تنافسي بين اللغتين المحكية والفصحى بقدر ما هو تكاملي. ولكن مايميز المحكية هو مرونتها وتقبلها للتغير تبعاً لقدرتنا على التغير. أنت و أنا والآخرون نشذب و'نطعّم' ونقصقص وننمي المحكية كل يوم. أما الفصحى فلها قواعدها الثابتة التي وضعت في قفص منذ مئات السنين . في الفصحى نحن نتبع قواعدها 'المجفصنة' منذ قرون, أما المحكية فهي حرة بقدر ما نحن أحرار وهي تتبعنا أو بالأحرى نسير معاً.
كانت جدتي كثيراً ما تردد قول: ياقلب كون صْبور ت تهون الأمور. لاحقاً اكتشفت أنها شطر من قصيدة غناها وديع الصافي في الخمسينات. المهم أن الشاعر العبقري (أظنه السبعلي) قد ألقى جوهرة شعرية أصبحت مثلاً. هذا يقودنا إلى التطرق لسؤال الدكتور ظافر عن المعنى . وبرأيي أن المعنى هو عامل تفاعل بين الناس والشاعر. ومايقف خلف قيمة المعنى وتألقه هو العبقرية. عبقرية الناس وعبقرية الشاعر. مرة يطلق الشاعر سهمه في الفضاء فتشيح إليه العيون ومرة تنظر الجموع إلى رؤيا تلهم الشاعر فيكتب عنها .
وياأخي وأستاذي حنا, عاب بعض النقاد على الشعراء استعمالهم مفردات سهلة, ظناً منهم أن ذلك يقلل من قيمة الشعر. لذلك ولأسباب أخرى يلجأ الشعراء لاستعمال أية كلمة في القاموس, وهذا مسموح وإن كان أبغض الحلال برأي البعض. فقراءة في ديوان مهدي الجواهري تجبرك على مراجعة القاموس مرات عديدة. وقس على ذلك الكثير. أما المسرح فأمر مختلف، ولكونه عملاً شعبياً فإن كتّابه يضطرون لتبسيطه وتقريبه من عامة الناس.
ويادكتور مفيد:
لشعر الفصحى قواعد وأسس وإن كانت قد اهتزت بعض الشيء في القرن الماضي.
أما شعر المحكية فهو قيد التطور، ولأن البعض يلجأ للمحكية هروباً من الفصحى, ولأن الذين يطرقون أبواب شعر المحكية يتكاثرون, ولأننا لا نملك القواعد الأساسية الجامعة والمتفق عليها بين شعراء المحكية (أو على الأقل بعض الذين يكتبون شعر المحكية وكثيرون من الذين يتذوقونه يعتقدون أنه فالت من القواعد كلية)،. لهذه الأسباب ولأسباب أخرى لابد من رسم (خارطة طريق) بالتفاهم بين الشعراء فيما بينهم وبين الشعراء والجمهور من ناحية أخرى. وهذا لا يعني زجّ شعر المحكية في حبس القيود بل إطلاقه بعفوية منظمة.
شكراً مرة أخرى لإغناء الموضوع وأنا بانتظار تنويراتكم مع كل محبتي وامتناني لكم ولجماليا ولكل من يتابع صامتاً أو متهيباً, من موالاة ومعارضة.
إياد |