3

:: سجونٌ طارَ الله منها ::

   
 

التاريخ : 06/08/2016

الكاتب : شوقي مسلماني   عدد القراءات : 1376

 


 

 

 

أحدُهما يَرى إنّها نقمة، والآخر يَرى إنّها تُعالَج!.

**

صحيحٌ إنّ طبيعةَ الإنسان خيِّرة، ولكن: "لقد أسمعتُ لو ناديتُ حيّاً، إنّما لا حياة لمن تنادي". و: "أرى حمراً تأكل وترعى، وأسوداً جياعاً تظمأ الدهرَ..". طبيعةُ الإنسان خيِّرة، ولكنّ المجتمع هو المخرِّب. ولجهةِ الإتّساعِ فهي دليل إنّ الولادةَ مستمرّة، أو قلْ لم تُنجَز بعد. وهناك مَن تحيط به شبهةُ النخاسة. والذين لا يعتقدون أنّ المهمّة الأصعب هي مهمّة الخلق. والذين لا يخجلون من التسبيح إنّه أحلّ بالقهر شعباً محلّ شعب. والذين ينظرون ولا يزالون إلى الغراب، فإذا كان يُفلّي جسمَه، أو تهوي منه ريشة، سرعان ما تشحب وجوههم، والذين يُسيؤون الجوار ويطلون القَذَر بالقضاء والقَدَر، والذين لا يؤمنون أنّ التحرّر الإجتماعي والوطني  انفصالهما هو من أسباب هذا التقهقر، وأنّ الأرضَ كوكبٌ من ثمانية، يدورون جميعاً حول الشمس التي مثلها بلايين في مجرّتنا "درب اللبّان" التي هي أيضاً واحدة من بلايين المجرّات في كون هو في ولادةٍ مستمرّة، أو في ولادة لم تُنجَز بعد (والروحُ هي كلُّ عضوٍ في الجسم يؤدّي عمله المختصّ به). وهناك الذين يتثقّفون لكي يبيعوا أسماءهم وخبراتِهم. "يودّ أن يمسي سقيماً لعلّه، إذا سمعتْ عنه بشكوى، تراسله،  ويرتاح للمعروف في طلبِ العلا، لتُحمَد يوماً عند ليلى شمائله". وأخيراً قالت: "يا ابن الزانية، وهي تبكي".

**

الأرضُ تدور حول ذاتها مرّةً كلّ 24 ساعة تقريباً، ولا تتعجبْ من لفظة "تقريباً"، وتدورُ مرّة واحدة حول الشمس كلّ 12 شهراً تقريباً، وعن الدورة الأولى ينتجُ الليلُ والنهار، وإذا عُرِف السبب بطُل العجب، وعن الثانية تتعاقبُ الفصول. وقيل بالفصل الذي كان سنة. وهناك معارك شكليّة تُخاض بجديّة. وهناك معارك جوهريّة تُخاض كأنّها نوافل.

**

إذا أُخِذتْ المقاييس.. لن يبقى غير تصميم الحركات. 

**

"المعيارُ هو عددُ مواليدِ السنة أم ديناميّةُ التكنولوجيا والإنتاجيّة العالية"؟.

**

"أيديولوجيا لعرضِ الممتلكاتِ العامّة في سوقِ النخاسة،  فيما المبرّرات العمليّة والذرائعيّة تبقى قيد الكتمان".

**

الوقتُ في ناحيةٍ: شبكةُ أمان، وفي ناحية: قيد.

**

حجابُ الطائفيّة.. ورأسُ المال.

**

أنظرْ إلى حالك يصِفون لعلاجِهم أن يشربوا من دمّك.

**

"دائماً المستقبل هو المواطن رقم واحد".  

**

حمّال  يتعارك مع حمّال آخر. واحدٌ يمشي قطرةً قطرة. واحدٌ لا يدري ما الذي حصلَ ويحصل.. (أفادَ سقراط في شهادته أمام تلامذته إنّه إذا غضبتِ الآلهةُ من فئة لا تثور وتعاقبها على الفور، ولكن تتركها تعاقب ذاتَها بذاتها). واحدٌ مُحاصَر، يُطلِق في الظلام رصاصاته الأخيرة. يرمي سلاحَه ويرفع صوتَه قائلاً أنّه قد استسلم. يتقدّم من تلقائه ليكتشفَ أنّ رصاصاته الأخيرة قتلتْ آخِر الذين هاجموه. واحدٌ يعرف أنّ القيمة ليست بالحدث إنّما بالعبرة المستحقّة (والتاريخُ  وإلى الآن  هو الإقتدار).

**

أنفسٌ عزيزةٌ فوق سخفِ أصحابِ الطيالس والصوالج، تبرأُ من مخزيات أقوال وأفعال. وقالَ الشاعر: "ظننتُ بهم خيراً، فلمّا بلوتُهم نزلتُ بوادٍ منهم غير ذي زرع".

**

النبتةَ التي تصغي تنطق بلغةٍ فصيحة. لا صلحَ مع السمّ. نحن بحاجةٍ إلى كَمٍّ هائل مِن الشجاعة لكي نعبث مع الدبابير. احتمالاتٌ بعددِ النمل، أفعالٌ وردّ أفعال، معادلة لا يفلت من شِباكها أحد. والحالُ هو من كل هذا التسلّط.  يموتُ السمُّ بالسمّ.

**

"قد لا تتألّمُ النّبتةُ التي تحترق" ولكن "للنبتة ردّ فعل".

**

الجرادُ الذي يخشاه الإنسانُ يرتعدُ فرَقاً أمامَ شتلة تبغ، فيما فَرَاشة تفترس شتلةَ التبغ مثلما يُقضَم الخسّ.

**

اتّصلتْ هاتفيّاً، قالَ: "ألو" قالت: "أنا صديقتُك، يقتلني العطش". ثمّ اتّصلتْ وقالت: "قلبي يحترق لجرعة ماء". ثمّ اتّصلتْ وقالت: "أنا صديقتُك النبتة، أعيش معك في البيت، أين أنت أيّها الأخرق، إنّي أموت عطشاً".

**

دودةٌ كأنّها فانوس تحكُّه نملة، ينهمرُ العسل، وفيما النملة هي السيّد، قد تكون الدودةُ قد استأجرت النملة وجعلتْها في خدمتها تصدّ عنها، الدودة أيضاً سيّدة، أم معاً أدركتا سبيلَهما الأمثل؟.

**

الحبُّ ملاذٌ آمن فيما القوى الأمنيّة ملاذٌ أقلّ أمناً. استنباتُ إذاعاتٍ ومجلاّتٍ وفضائيّاتٍ من منطلق إنّ أوّل الحرب كلام. الفهم لا الحفظ.  ومن يسعى بغضِّ النظرِ عن الوسيلة. ومن يفرك يديه ليحرِّك فيهما الدمّ.  الوفرةُ لا الكثرة.  وسجونٌ طارَ الله منها.   

**

يا هذا العالم إنّك تزيد في ثقلِ الحمولة!.

Shawki1@optusnet.com.au

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.