3

:: لا تخطئ ::

   
 

التاريخ : 06/06/2016

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1562

 


 

 

كما يقال: الحياة غير متوازنة دوماً، لكنني مؤمنة بأن العدالة موجودة مهما شعر البعض بعدم وجودها، مؤمنة أن العدالة ستتحقق بطرق مختلفة، وفي نهاية المطاف الجميع سيحصلون على الإنصاف بكل بساطة.

لذا عندما نشاهد أي ممارسات سلبية، ونعتقد لوهلة من الزمن بأن من يرتكبها قد أفلت من المساءلة أو تطبيق القانون عليه، نكون مخطئين تماماً. على سبيل المثال، يأتي أحدهم ويرتكب خطأ فيكيل لك الشتائم دون سبب، سوى حقد وغيرة منك، فتلزم الصمت ولا ترد عليه. للوهلة الأولى البعض قد يعتقدون بأنك جبان وخائف، ولكن قد يكون سبب صمتك له بعد أعظم وأكبر، فأنت تستطيع تأديبه، وتستطيع أن توقفه عند حده، ولكنك تركته ينتشي بانتصار وهمي عليك. شجعه هذا الشعور على ارتكاب خطأ آخر بحق غيرك، لكن هذا الآخر، لم يصمت أو «يمشيها» له كما يقال، بل إنه عاقبه بضعف ما قد تقوم به أنت ضده، والأمر ببساطة تركته يسير في غيه حتى يأتي من يؤدبه بشكل أعنف وأقسى، ولو قدر وبادرت أنت في تأديبه وإيقافه عند حده، لكان أخف عليه مما تعرض له على يد من جاء من بعدك.

في الحقيقة العدالة هنا تحققت، وفي اللحظة نفسها تلقى المخطئ العقاب بشكل مضاعف.

ما أريد الوصول له، عندما نصمت فهذا لا يعني الضعف أو الخوف، ولكنه يعني الانتقام بشكل منطقي وأعنف. أقول لنفسي وللجميع، لنحاول أن نحاسب على كلماتنا وكيفية تعاملنا مع الآخرين، لأن هناك من لن يوقفك ويبلغك بأنك قد أخطأت، وقد لا تعلم بأنك ترتكب خطأ إلا عن الطريق الأصعب والأقسى ..
ومرة أخيرة مؤمنة بأنه لا يمكن لأي مخلوق الإفلات من الحساب على كل خطأ قام به ضد الآخرين

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.