3

:: الفضول الأزلي والحديث ::

   
 

التاريخ : 10/04/2016

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1435

 


 

 

يشاهد الكثير من الناس في هذا العصر أفلام الرعب والحركة والمغامرات ونحوها، وتساعد الهواتف الذكية في الوصول لأي مادة فيلمية لإرضاء ذائقة الناس المختلفة، حيث أصبح بإمكان أي شخص مشاهدة الفيلم الذي يرغبه في أي وقت يريده دون أي عقبات أو حواجز أو موانع.

المعضلة أن مثل هذا النشاط يمتصّ من يومنا الساعات الطويلة، وهي ساعات الذروة والنشاط أو الاسترخاء والنوم.

أما إذا أضفنا التطبيقات الموجودة على تلك الهواتف الذكية وأيضاً مواقع التواصل الاجتماعي المتعددة، فإن الوضع يكون سوداوياً تماماً، ويظهر على السطح السؤال البديهي ماثلاً بيننا: كم سيبقى لهذا الشاب أو تلك الفتاة من وقت للتطوير والعمل بجدية على تطوير المهارات والتعلُّم والاستفادة من الوقت؟

العرب قديماً قالوا إن المستحيلات ثلاثة هي: الغول والعنقاء والخِلّ الوفي. وأما اليوم فلعلّي أضيف مستحيلات جديدة ومعاصرة، على سبيل المثال عدم القدرة على ترك شبكة الإنترنت، أو عدم القدرة على التّخلّي عن الهاتف الذكي. ولكن للموضوع جانباً آخر يتعلّق بصناعة الحركة والخيال، فإذا كانت هذه الجوانب تمدّنا بها صناعة ضخمة مثل السينما وإنتاج الأفلام، فإن الأجيال الماضية التي كانت تفتقر للسينما وللتلفاز كانت تعوّض هذا النقص من خلال الحكايات وسردها والاستئناس بما يأتي في ثناياها من مغامرات وغيرها.

فإذا كنا اليوم نجد المتعة في شبكة الإنترنت وما ينتج عنها من علوم ومخترعات وترفيه كبير، فإن الإنسان في حِقَبٍ ماضية كان يصنع عالمه ويعيش على قصص مثل الأم الغولة المخيفة ويتم تصويرها ببشاعة، وأيضاً حكايات سندباد ومغامراته في الأرض، بمعنى إشباع الحاجة الذاتية بشيء من الترفيه وهو حاجة موجودة منذ القدم، ولكنها تتحوّل لنقمةٍ وداءٍ عندما تسيطر على الوقت وتضيع الجهود والطاقات.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.