3

:: الـجامعة ليست مكانًا جامدًا - أزرار 927 ::

   
 

التاريخ : 13/02/2016

الكاتب : هنري زغيب   عدد القراءات : 1605

 


 

 

       الحفاوةُ النبيلةُ التي أَحاطَ بها أُمسيتي الشعريةَ في مَسقط أَعضاءُ فرع عُمان في "جمعيَّة متخرِّجي الجامعة اللبنانية الأَميركية" (LAU) جعلتْني أُحسُّ أَنني بين زُملاء وسْط حرمٍ للجامعة في العاصمة مَسقط، وأَعي أَهمية متخرِّجي الجامعات بقُدراتٍ لهم مهنية وأَكاديمية واجتماعية وشخصية تجعل أَثر الجامعة أَكثر فاعليةً ونشاطًا.

       وامتدادُ الجامعة اللبنانية الأَميركية (LAU) على معظم بلدان العالم شرقًا وغربًا بجمعيَّةٍ لـمتخرّجيها ذاتِ 40 فرعًا تشمل نحو 40 أَلف متخرِّج حتى اليوم والعددُ يتزايد مع كل فرع جديد بتنسيق مكتب علاقات المتخرّجين المركزي في الجامعة، يُـخْرج الجامعة من مـجرّد حرَمٍ في بيروت وآخَر في بيبلوس، ومن مجرَّد قاعةٍ وطلّابٍ ومحاضرين ومحاضرات وامتحانات وشهادات، ليجعلَها حاضرةً بأَبنائها المتخرِّجين وعالَمًا من الفعل في الوطن والتفاعل مع كلّ محيط خارج الوطن، فتـتنامى المعرفة ويتعالى الإِدراك وتتعمَّم ثقافة الـمواطَنة فيبقى لبنان حاضرًا بجلاله وجماله في حيثما ينشط المتخرِّجون وتتّسع حلقة أَصدقاء الجامعة فتكبر فعاليّتها وتمتد أَكاديميَّتُها إِلى التطوُّر والثبات بفضل صانعي تاريخها الـمُزداد عراقةً وتأْثيرًا كلّما انصرمت سنةٌ جديدة وتـخرَّجت كوكبة جديدة.

       أَثر المتخرجين عميق لدى كلّ بلد يعملون فيه، يمثّلون جامعتهم الأُم متطوِّعين نشاطًا باسمها، يساعد بعضهم بعضًا ويُسهمون في نهضة كل مجتمع احتواهم وكل بلد استقبلهم، ويُسهمون في تطوير الجامعة ونشر اسمها وعطاءاتها وقُدرتها بأَنشطة أَكاديمية واجتماعية توَسّع شبكة علاقات الجامعة مع الخارج وتعود عليها بـدعم مالـيٍّ متين وقويّ يساعدها على إِعانة طلّابها غير المقتدرين ماديًا، وعلى تمتين حضورها في كلّ بلد يأْتي منه أَبناؤُه إِلى الجامعة في بيروت أَو بيبلوس للتحصيل العلمي العالي.

       وقد يتولّى متخرِّجون قُدامى مساعدة طلّاب جدد: يَتَبَنَّونهم بمواكبتهم قبل تَـخـرُّجهم، ويساعدونهم عند التخرُّج بتوجيههم إِلى ميدان عملهم: يستقبلونهم في مؤَسساتهم أَو يساعدونهم على إِيجاد عملٍ ضمن اختصاصهم الجامعي، ويرشدونهم إِلى أَفضل الطرق للنجاح في سوق العمل الذي اختاروه. وهنا دَور مكتب العلاقات في الجامعة: ربْطُ المتخرِّجين أَينما كانوا، والتنسيقُ في ما بينهم بشبكةٍ تَغْنَمُ من وسائط الاتصال ووسائل التواصل.

       ويكون أَن يَبرز بين المتخرِّجين مَن يـبرعون مـحلِّــيًّا أَو عالَـمِيًّا في حقل اختصاصهم، أَو في مناصب عليا يبلغونها، أَو مسؤُوليات رسمية يتولّونها، ما يرتد إِيجابًا على صيت الجامعة وأَهميتها في كل بيئةٍ ناشطة، ويدعم مكانتها في لبنان والعالم.

       الجامعةُ ليست مكانًا جامدًا. إِنها، بفضل متخرِّجيها، خليّةٌ ناشطة في كلّ مكان، تنفَع مجتمعها ووطنها، وتُصَدِّر جيلًا بعد جيلٍ لخدمة المجتمع ونهضة الوطن حتى يتجدَّد مع كلّ جيلٍ فاعلٍ جديد.

      

 

يتمّ نشر هذا المقال بالتّزامن مع نشره في صحيفة "النهار" بتاريخ 13 شباط 2016

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.