وإذن فإننا أمام" ثقافة مواجهة" تخصص لتنوير كل مواطن أقل من خمسة قروش سنويا! وهو أرخص سعر للتنوير في العالم! أما الجانب الآخر فهو أن المواطن- من خارج القاهرة- لا يحصل على خدمات ثقافية حتى في حدود تلك القروش القليلة! لأن الأمر – خارج أزمة الميزانية- يحتاج إلى بوصلة سياسية وفكرية ووطنية تجعل من القائمين على الوزارة يهتمون أولا وأخيرا بالسؤال التالي: كيف يصل التنوير إلى مستحقيه؟ كيف نقيم لمعرض الكتاب فروعا تقدم الكتب داخل أبنية قصور الثقافة التي تحولت إلى" قشور الثقافة"؟ وكيف يمكن ولو لبعض الندوات أن تقام في القرى؟ هذه المسألة ليست بحاجة لميزانية بل إلى خيال وإرادة وأيضا إلى "بوصلة" تشير إلى حيث الناس محرومين من الكتب والنقاش والفكر والشعر والعروض الفنية. المواطنون الذين يعيشون أبعد من القاهرة هم أيضا مواطنون ومثلهم مثل سكان العاصمة يدفعون تكلفة كل ذلك، لكن التنوير لا يصل لمستحقيه!