3

:: صقور العدالة وأسود الحق.. والعهد جديد ::

   
 

التاريخ : 22/01/2016

الكاتب : فاطمة المزروعي ‏   عدد القراءات : 1329

 


 

 

إذا قسنا عمر بلادنا الحبيبة الإمارات، بما يقاس به عمر الدول والأمم، فسنجده قصيراً، لأنه من المعروف أن العقود والقرون، هى المعيار عند الحديث عن شعب وأمة وحضارة ما، أما الأعوام وعشراتها فتقيس عمر الإنسان، لذا إذا تمَّ إلقاء نظرة على ما أُنجز وتحقّق خلال الخمسة والأربعين عاماً الأخيرة، فإننا سندرك حجم ما يُعتبر ويُعد إعجازاً حضارياً بكل ما تعنيه الكلمة.

 لنعد قليلاً قبل الإعلان التاريخي عن توحيد بلادنا، وظهور دولة الإمارات العربية المتحدة على خارطة الكون، نظرة لواقع الحال قبل الإعلان التاريخي عن توحيد أرجاء بلادنا يعطيك دلالة على حجم ما تمّ إنجازه، ونظراً لقصر الفترة الزمنية بين إعلان الاتحاد وما نحن عليه اليوم، فإن عدداً من الآباء والأجداد لايزالون على قيد الحياة، أمدَّ الله في أعمارهم، تجد دوماً لديهم هاجس الحديث عن هذا التغير والتحول العظيم، تجدهم دوماً مهمومين بتذكير الأبناء والأحفاد، بحجم النعمة التي أنعم بها الله علينا، وفي الوقت نفسه تلمس في كلماتهم العرفان العظيم لقادتنا وشيوخنا، من مؤسس الاتحاد الوالد الراحل الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان، رحمه الله، وإخوانه حكام الإمارات، رحمهم الله، والذين ساهموا في بناء هذه الدولة ووضع أسس نجاحها، تلك القواعد والأركان التي صُمّمت على ركائز قوية من النماء والعدالة والتسامح والمحبة، واليوم نقطف ثمار كل هذه السياسة النيّرة الحكيمة، ودون شك أن هذه المنجزات تتطلّب الحماية، وتتطّلب وجود جيشٍ قويٍّ متمرّس، وهو ولله الحمد الذي لم يغفل عنه قادتنا، فهذا هو جيشنا يقوم بمهامه العسكرية وفق عقيدة عسكرية مستمدة من ديننا وإرث الآباء والأجداد، والتي تقوم على نجدة الضعيف، وحماية العاجز ضدّ المعتدي، وأيضا دعم الشرعية والقانون، هذا الجيش الذي تأسّس مع لبنات بلادنا، الذي يعلم أفراده وقادته، أنهم رُسُلُ محبّةٍ وسلام، لمن يريد المحبة والسلام، وصقورٌ متوثّبةٌ وأسود ضاريةٌ أمام المعتدي والظالم، وهذا الذي حدث على أرض الواقع، عندما هبّت بلادنا مع التحالف العربي، لنجدة الأشقاء في اليمن، ومنع انزلاق اليمن الشقيق لأتون حرب أهلية طاحنة، ودعمت الحكومة اليمنية، التي جاءت للحكم وفق انتخابات شهدها العالم، كما أن قواتنا تقوم بدعم قرار الأمم المتحدة، لإعادة الأمور لنصابها الطبيعي، وقد قدّمت بلادنا الشهداء الذين ارتقوا راضين مطمئنّين بما عند الله من كرم وحسن مآب، هؤلاء الشباب الذين ضحوا بالنفس والروح، بهم دخلنا حقبة جديدة وعهد جديد، فتم تحديد الثلاثين من نوفمبر من كل عام ليكون يوما للشهيد. وفي هذه المناسبة قال صاحب السمو الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حفظه الله، نائب رئيس الدولة رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي: "إن يوم الشهيد بداية عهد جديد في دولة الإمارات، عهد عنوانه التضحية من أجل الوطن وبذل الغالي والنفيس من أجل مستقبله وترسيخ التلاحم مع قادته وتوحد البيت من أجل الحفاظ على أمنه واستقراره ومصالحه، نشهد لهم في هذا اليوم بأننا لهم أوفياء، ولأبنائهم نحن الأباء، ونعاهدهم أننا على المسيرة مستمرون ولتضحياتهم مقدّرون ولذكراهم حافظون ما امتدت بنا هذه الحياة، في يوم الشهيد تحتفل الدولة وشعبها وتاريخها بكوكبة من أبناء الوطن وثلّة من أخياره، ثلّة طاهرة بذلت الروح من أجله، وأرخصت الدماء في سبيله، ورفعت راية والفخر والمجد عنواناً لشعبه". بهذه الكلمات، ندرك حجم الوفاء لدى قادتنا ولدى شعب الإمارات تجاه كوكبة من الأبناء البررة، وهي فعلا حقبة جديدة وعهد جديد لبلادنا، فيه نتوّج الإنجازات الحضارية والتطور العمرانية والتعليمي والتنموي والاجتماعي، وندرك أنه بوجود أمثال هؤلاء الأبطال فإن هذه المنجزات وكل هذا التقدم له سواعد أبناء الإمارات تحميه وتذود عنه، صقور العدالة وأسود الحق.

رحم الله شهداءنا، ولبلادنا وقادتنا وشعب الإمارات المزيد من التقدم.

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.