رَسَمَ وجهَها على الهواء.
خافتِ الهواء يفضحها.
أغلقت شبّاكها وفتحت شبّاك جارتها
لتضيّع بوصلة الشك.
***
رَسَمَ ابتساماتها في لوحته.
مرّت العيون بها
وقضمت الشفتين.
***
غادرت النوم امرأة مؤنسة.
لحقَ النعاسُ بها.
تنهّدت العتمة طويلاً
وابتعدت.
قضم البردُ آخر جمرةٍ عندها.
***
لامسَ رقّةَ المشهدِ الشفّاف.
أسدل التفاتاتٍ فضفاضةً حوله.
يكفيه ثقبُ إبرة ليدخل جنّة
حُرِّمت على الواقفين في الباب.
***
أطرافُ الصحراءِ واضحة، مغرية
كما أطراف البحر.
الساعي إلى الأبعد، يخنقُ الحذر... ويغامر.
***
تجلسُ الشمسُ في كرسي النهار.
استراحة بسيطة لا تغيّر في مصير مسارها.
***
أهدانا الهواء غبارًا كادَ يخنقه.
استقبلناه ضيفًا في مسامنا.
***
حملتُ اسمًا لم يره أحد.
وأزعجني:
يحلُّ قبلي في التعريف بي.
***
دَخلتُ العتمة كي لا يراني أحد.
رآني الليل وفضحني.
***
تشدّنا اليقظة إليها
نكاية بالأحلام.
الأحلام تشوّه سمعتها.
***
من بين صُورٍ عتيقة سَمِعتُ صوتًا
يناديني.
أصغيتُ.
أعرف الوجه
ولا أتذكّرُ الصوت.
***
تهاوى التعب على جسدٍ،
تهالك.
أخذوا «الغلّة» منه
... وأقفلوا العمر على صورة له
باللون الأسود.