3

:: يوميّات عابرة (18) ::

   
 

التاريخ : 10/11/2015

الكاتب : جوزف أبي ضاهر   عدد القراءات : 1310

 


 

إلى حفيدي أودن وحفيدتي فْريا.

 

حَمَلا إليَّ زهرًا.

هو وهي... كأنهما الربيع كلّه، العطر كلّه والعمر مجتمعًا... نظرت إلى الآتي وتمنّيت، لهما منه، ما أعجز عن تعداده وذكره.

كم نصبح صغارًا حين تؤخذ الطفولة من قلبنا.

***

رأيتهما يأتيان على مهل.

خبّأت لهفتي الكلام عنّي.

قبّلتهما. رجوتهما:

لا تعطياني الورود من دون شوك. الشوك يحميني من ذاتي، من الآخر... ممّن لا أعرفه.

***

قبّلت الزّهر حين أخذته منهما. ضحكا:

ـ الزّهر يُشمُّ.

***

هَزَمني الزهرُ.

انحنيت أمامه... ليأتي معي.

***

أعطياني الزّهر وأدارا ظهرهما.

تسمّرت، لم ألحق بهما، ولم أستطع.

وقفت في المستطاع... وندمت.

***

أدارا ظهرهما ومشيا:

ـ الطريق إلى الطفولة أمامك، لا تلتفت إلى الوراء... والتفَتُّ.

***

قرّرت: سألجأ إلى طفولتهما علّها تنقذني مما سُمّي «نضجًا» في الجسد... والروح.

***

حفيداي أخرجاني إلى يقظةٍ شبَّاكها عالٍ.

وصل النظر إلى حافته وتراجع.

 

اشتعل صوتي همهمة وأنا أجلس مكاني، تسمّرت مأخوذًا بعبق الضوء الكنت فيه.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.