ـ «عتّمت، عُدْ إلى البيت».
قالت لصغيرها، فعاتبها الأب:
ـ «اتركيه... العتمة في العقل والقلب، وهو إلى الاثنين ينير لنا الدّرب».
***
يقاوم السراج العتمة، يغلبها. تطلع من روحها نُسيمة تثأر لها منه.... يصبح جزءًا منها.
***
ـ «بنور قنديل تحارب الظلمة».
قالها عابرٌ لحاكمٍ، فاشترى الحاكم جميع القناديل. وزّعها على الناس، ولم يعطهم معها زيتًا ولا أعواد ثقاب...
ما اشتعل قنديل، ولا تبدّدت ظلمة.
أمر الحاكم حرّاسه:
ـ أسرعوا وراء العابر، اقبضوا عليه واقتلوه... وفعلوا.
... زاد على الظمة ظلامة.
***
كلّ من أطفأ مصباحًا مجّد العتمة.
***
كلُّ نجمٍ ولو في السماء معرّضٌ للأفول.
يُقيم المجهول في الخوف ولا يعود يخرج إلاّ:
إذا قُدِّر للعقل أن يمسح العتمة من أمامه.
أو إذا مزّقتِ الحرابُ وجهه.
***
كلماتٌ عَتِمةٌ فاقدةُ الحياة.
نصٌّ جنائزي في وداعِ لغة.
***
تسحبُ «الداية» (القابلة) المولود من عتمةٍ، وتصفعه على قفاه:
ـ هكذا تَستقبلُ الحياة.
تتسلّمه الحياة وتصفعه على وجهه:
ـ هكذا تبدأ.
... وأما الصفعة الثالثة فلا يَعرف ممّن، وأين ستقع... ختامًا.
***
الغرائز فاقدة البصر والبصيرة... عَتِمة.
حَذَار أن تقع مِنك، أو تقع عليك.
***
يُكتبُ التاريخُ مرّات كثيرة في العتمة... وُيقرأ متوهّجًا.