3

:: يوميّات عابرة (13) ::

   
 

التاريخ : 14/08/2015

الكاتب : جوزف أبي ضاهر   عدد القراءات : 1360

 


 

 

ـ «عتّمت، عُدْ إلى البيت».

قالت لصغيرها، فعاتبها الأب:

ـ «اتركيه... العتمة في العقل والقلب، وهو إلى الاثنين ينير لنا الدّرب».

***

يقاوم السراج العتمة، يغلبها. تطلع من روحها نُسيمة تثأر لها منه.... يصبح جزءًا منها.

***

ـ «بنور قنديل تحارب الظلمة».

قالها عابرٌ لحاكمٍ، فاشترى الحاكم جميع القناديل. وزّعها على الناس، ولم يعطهم معها زيتًا ولا أعواد ثقاب...

ما اشتعل قنديل، ولا تبدّدت ظلمة.

أمر الحاكم حرّاسه:

ـ أسرعوا وراء العابر، اقبضوا عليه واقتلوه... وفعلوا.

... زاد على الظمة ظلامة.

***

كلّ من أطفأ مصباحًا مجّد العتمة.

***

كلُّ نجمٍ ولو في السماء معرّضٌ للأفول.

 

يُقيم المجهول في الخوف ولا يعود يخرج إلاّ:

إذا قُدِّر للعقل أن يمسح العتمة من أمامه.

أو إذا مزّقتِ الحرابُ وجهه.

***

كلماتٌ عَتِمةٌ فاقدةُ الحياة.

نصٌّ جنائزي في وداعِ لغة.

***

تسحبُ «الداية» (القابلة) المولود من عتمةٍ، وتصفعه على قفاه:

ـ هكذا تَستقبلُ الحياة.

تتسلّمه الحياة وتصفعه على وجهه:

ـ هكذا تبدأ.

... وأما الصفعة الثالثة فلا يَعرف ممّن، وأين ستقع... ختامًا.

***

الغرائز فاقدة البصر والبصيرة... عَتِمة.

حَذَار أن تقع مِنك، أو تقع عليك.

***

يُكتبُ التاريخُ مرّات كثيرة في العتمة... وُيقرأ متوهّجًا.

 

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.