3

:: يوميّات عابرة (12) ::

   
 

التاريخ : 12/08/2015

الكاتب : جوزف أبي ضاهر   عدد القراءات : 1444

 


 

 

 

علّمتني الحياة لغة الصمت.

هي أبلغ لغات الأرض.

مع الوقت أتقنتها، وبتُّ أقل أخطاءً من الماضي: كتابة وصمتًا.

الفعل فيها كثير الصياغات، ولا واحدة تشبه أخرى.

كثير اللياقات، ولا واحدة تشبه أخرى.

ـ وبعد؟

ليس من بعد.

الصمت أوضح... واحترامًا لآخر صدى منه.

***

قالوا كلامًا جلّه فظاظة، وما بقي... فجور.

انتهوا بعده إلى أخذ صورة تذكاريّة بابتسامات عريضة.

أيديهم لم تظهر في الصورة، أخفوها وراء ظهورهم.

لن أظن بها وبهم فبعض الظن إثم.

أترُكه عندهم.

***

نبرة الخُطَبِ والتصاريح وصِفَت بـ«التوتر العالي» المستقرّ سعيدًا فوق رؤوس البيوت والقرى والمدن وناسها.

حدّدوا آثاره السلبيّة. غدر الوقت بهم فما استطاعوا تحديد الوسائل لاستبداله، أو لجعله يمرّ تحت التراب.

***

حَضَر الكلام ولم يحضر العقل.

أخذت الغرائز المَهَمّة.

حوّلت اللقاء منازلات ومنازعات... لم يصدر عنه أي قرار.

القرار كان عند «جماهير» قرأته مسبقًا وباشرت بتنفيذه.

***

نزاهة وعقلانيّة.

كلمتان أُسقطتا بالضربة القاضية.

... وهرب الحَكَمُ قبل أن إعلان النتيجة.

***

نصيحة أطلقها متشرّد في الأرض وفي الناس:

ـ «البسوا نظاراتٍ سودًا كي لا تروا عري الكلام... عريٌ مقزّز».

***

كَتَبَ الطغاة التاريخ بالحبر الأسود.

حاولت كلمة الهرب فقبضوا عليها وكتبوها بالحبر الأحمر.

***

بَحثَ المنطقُ عن كلامٍ يُغطّي به ما سمع وشاهد، وما سمعنا وشاهدنا، ولم يجد.

نصف الكلام هاجر.

الباقي منه تعرفونه. لن أختم به أمام أعينكم «وجع العقل».

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.