3

:: الغيرة مثل ألم الأسنان ::

   
 

التاريخ : 13/06/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1124

 


 

 

"أغار عليه لدرجة كبيرة، وأشك في تصرفاته، مهمومة بالتلصّص عليه، ومتابعته، عندما يكون خارج المنزل أكون في قلق بالغ، أتصل به مراراً وتكراراً، في السابق كان يردُّ على مكالماتي، الآن بات يتجاهلها ولا يردُّ حتى بعد مضي ساعة وساعتين، ثم يعود للمنزل وكأن شيئاً لم يكن، وفي الآونة الأخيرة بات محتدّاً وسريع العصبية، أشعر أنه يخفي عني شيئاً ما".

هذه كلمات سمعتها من امرأة في جلسة نسائية تبثّ خلالها شكواها وما يقلقها لصديقاتها، وكنت واحدة ممّن حضرت هذا النحيب النسائي، وبطبيعة الحال انبرت عدد منهن بالتأكيد بأن هناك ما يخفيه الزوج، وأن عليها أن تحاول تفتيش جوّاله، لتردَّ أخرى ضاحكة وتقول بأن الرجال الآن يستخدمون أكثر من جوال، وتتابع: "تحصلين زوجك عنده جوال ثاني".

وفي لمح البصر تحول ذاك الزوج ليس لمتهم فحسب، لأنه تم تجاوز التهمة تماماً وبات مجرَّماً بالخيانة. معظم من سمعن شكوى تلك المرأة لم يبادرن لنصحها أو لتوجيهها التوجيه الأمثل، وبأن شكوكها قد تكون عبارة عن شكوك مَرَضية، وتحذيرها بأن ردّة فعل زوجها وغضبه وأيضاً "طفشه" تعود إلى هذا الكابوس اليومي الذي يعيشه بسببها.

يقول الكاتب والفيلسوف ميلان كونديرا «الغيرة مثل ألم الأسنان الحاد فهي لا تدع أي امرئ يتمكن من فعل أي شيء حتى أن يظل جالساً، بل عليه أن يسير فقط جيئة وذهاباً جيئة وذهاباً». وهذا ما كانت تفعله تلك المرأة.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.