3

:: يوميّات عابرة (7) ::

   
 

التاريخ : 07/06/2015

الكاتب : جوزف أبي ضاهر   عدد القراءات : 1237

 


 

 

 

شَكّ

لامست أصابع الريح العَتمة.

ـ ماذا حدث؟

سَمِعتُ حشرجة

ـ من الريح، أم من العتمة؟

وزّع الشَكّ أجوبة لها ألسنة كثيرة.

 

ارفعوا أياديكم

مَررتُ في الغفلة.

ما شاهدني أحد، وما دَرى بي أحد.

لماذا تضعون أياديكم على اسمي، وتطالبون بسجنه؟ في الكتب، في الكلام، في الصوت، في الريشة، في اللوحة، وفي عمر تتحكّم السنوات به.

ارفعوا أياديكم عن اسمي... وعنّي.

 

مقامرة

لا تصغوا إلى كلّ الكلام الذي أقوله.

أنا ما قلته لأحد منكم،

       أو لأحد بينكم،

وربّما لم أقله لذاتي.

مجرّد كلام رميته نردًا في الهواء،

وتعلّمت المقامرة.

 

سيّاح سهل

يستقبل السهل سيّاحًا كثرًا:

نحل، فراشات، عصافير وما انتسب إلى فصائل الأجنحة، صغيرة كانت أم كبيرة.

يستقبلهم السهل ويحملهم على راحتي أرج، وبين الأصابع ما يُشتهى، ولا يبخل به.

السهل يشجّع السيّاح لزيارته بكَرَم ضيافة وحسن استقبال ومودّة احتضان.

وأما أهل السهل من نمل وما دبّ معهم أو خلفهم، فأصحاب أرض: غضّوا طرفًا.

ما تعوّدوا الترحيب، ولا أظهروا وجوهًا مقلوبة في حضرة أي زائر غريب.

«ربعنة» السهل تغري، وفي شرائعهم لا يوصِلُ الإغراء ولا الشهوة إلى «نار الخطيئة».

مباركة جهنم ولو شدّوا شفّة على شفة.

تصَرّفهم عن حسن معرفة بحياة فوق التراب، وتحته، وما هو أبعد مما لا نعرفه ولا ندركه.

 

الدائرة دائرة

الأرض متحرّكة متحوّلة لا ثبات فيها ولا جمود.

ـ وترابها؟

مذ يتجسّد يتحرّك، يتحوّل، ولا يتجمّد حتّى بعد عودته إلى نقطة البداية.

الدائرة دائرة بما فيها، ومن فيها.

 

عتمة وسيف

بيني وبين الفضاء نافذة من زجاج، وضوء قمر، فعتمة ونتف أحلام تشدّ بالشمس إلى غرفتي فتدخلها حَذِرة.

فجأة تغادرني متلفّتة خلفها، واعدةً بعودةٍ تكتمل رغبتي بها.

تعود ولا تُكمل، ولا تكتمل رغبتي والشوق سيّاف أعمى لا يكابدها لهفة ولا رغبة.

اثنان مُلكه: العتمة والسيف.

 

الشبيه

أصبَحتُ أشبه نفسي.

خَجلتُ من زمن أضعته في البحث عن «رمز» أتشبّهُ به.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.