3

:: يوميّات عابرة (6) ::

   
 

التاريخ : 16/05/2015

الكاتب : جوزف أبي ضاهر   عدد القراءات : 1335

 


 

 

 

بئس المصير

التفّاحة التي قطفتها حواء وأعطتها لآدم، كانت ستسقط حين تنضج.

إذا لم تنضج وتقطف ستيبس، وتيبس حواء معها، وييبس آدم... ولن يدوسا أرضًا تجري فيها أنهار اللبن والعسل، وتُطلِعُ شجرًا وزهرًا وثمرًا، ولن يمرَّ الطير بها عابرًا، من ضفّة عمرٍ إلى أخرى.

بـ «التفاحة» حدّدوا بدء تاريخ البشريّة!

بئس مصير تَحَدَّد في اشتهاء قضم تفّاحة!

 

قشور

سَقَطَت عن جسدي قشورٌ كثيرة، ظننتها تَحمي وتُدفئ.

تنفّس جسدي ملء مسامه.

عرف طعم الحرّية.

 

حرّية

عندما لا تعود الحرّية وطني، أخجل من هويّة أحملها لتحدّد مكان ولادتي.

 

فشل

جَمَعتُ سنواتي، عَددتها... وعَددتها.

ولا مرّة وصلت إلى الرقم الصحيح.

ـ فشلٌ في الحساب؟

ربما في الجمع فقط... وعمدًا!

 

رغيف

فَتَحَ  كفَّه من أجل رغيف.

أطبقها من أجل رغيف.

... وظلَّ فمه فاغرًا مدى الحياة.

 

 

نكاية

ليس بين صنوبرة بيتي والشمس مودّة.

خصامهما وجهًا لوجه.

... ونكاية بها فلشت الصنوبرة الفيء تحتها حصيرة.

مُحرَّمة على الشمس.

 

غواية

قَدَّم الهواءُ للبحيرة جميع خواتمه وأساور الفضَّة... وما غرّها.

فَلَشها أمام كلّ عين فضيحة.

... وترك عري المعصم والأصابع طُعم غواية.

 

مصابيح

قبل اختراع المصابيح، كان القمر يوزّعُ على جميع الناس قبسًا من نور، ولا يأخذ بدلاً.

انوجدت المصابيح.

دفعت الناس ثمنها، واستغنت عن «ضوء القمر» متهمةً إيّاه بمسببٍ لوجع في الرأس.

أيها العشاق،

ادخلوا في بعضكم بعضًا تحت ضوء القمر، ولا تخافوا من وجع في الرأس... ولا في القلب.

 

... وتفاحة من البدء

أعطاها تفاحة حمراء،

انفعلت:

ـ ولو! تعيدها إليَّ ولا أثر لفمك عليها؟

***

 

يوميّات عابرة (5)

جوزف أبي ضاهر

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.