3

:: يوميّات عابرة (5) ::

   
 

التاريخ : 06/05/2015

الكاتب : جوزف أبي ضاهر   عدد القراءات : 1400

 


 

 

 

مقبض سكين

اختار راعٍ أكبر خِرافه.

ذبحه... وأكل لحمه نيئًا، مشويًّا، مطبوخًا، ورمى عظامه لكلابه.

حاكت زوجة الراعي من صوفه كنزة لزوجها، تدفئ به جسده، وصنعت من جلده مقبضًا لسكّينه.

 

حتّى رؤوس الأصابع

للطغاة آباء، أمهات، أحفاد، أحفاد أحفاد... وما يلي.

ولهم أيضًا ما يكفي من محنيّ الظهر والكتفين والرأس... حتّى رؤوس أصابع القدمين.

 

حبّة قمح

«خطف» عصفور صغير حبّة قمح عن أرض بيدر. نَهَرهُ «ناطور» الحقول:

ـ ويحك تسرق القمح من أمام عينيّ، ألا تخجل؟

 لا، أخذتُ حبّة لأطعم صغاري، وأنت؟ أنت ستسرق غدًا أكياس القمح وتتاجر بها، ولن يرفّ لك جفن.

 

تمثال

تخليدًا: صنعوا له تمثالاً من رخام، من حديد ونحاس، من برونز، من مرمر، من عاج... وحتّى من ذهب.

... وهو؟ ذهب جسدًا وروحًا.

لو صنعوا له تمثالاً من تراب لكان أكثر شَبَهًا.

 

مسرح

قالوا الحياة مجرّد مسرح!

عال... ومثّلوا على خشبتها وعلى ناسها وعلى أنفسهم.

تمثيل بتمثيل، وما ذَكَروا مرّة اسم كاتب، أو اسم مخرج... وما ذَكَروا عدد المتفرّجين والمصفّقين المهلّلين، والمنتظرين دورًا لهم ليرفعهم ولو شبرًا فوق التراب.

 

 

تحقيق الذات

ـ «حقَقت ذاتي».

قالها بتمعّن واتقان، وأخذ نفسًا عميقًا: خيّ.

 هل كان موجودًا من دون ذات؟

مدائح

في المدائح ما يتخطّى الكذب إلى خداع الذات أولاً.

بعدها، لسنا بحاجة إلى تعداد عدد الذين سيسقطون في المستنقع اللزج.

 

رماد في الريح

مساحة الحياة مساحة العقل.

إذا خَسِرَ العقل خَسِرت الحياة، وإذا تجلّى تجلّت.

ضياع العقل موت سريري، وضياع الحياة قبض رماد في الريح.

 

هو التاريخ

كل الذين دخلوا التاريخ دخلوه متعثرين بسقطات الضعف البشري، ورغبات الجنس البشري، وشهوات التسلّط البشري... وتفوّق الجنس البشري!

ما «أفظع» كتّاب التاريخ، ينتزعون بضع صفات من سيرة ما لترميم وجه يظل غير مكتمل.

 

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.