3

:: إحلم، يا رجل! (20) تُقوّي الأحلامُ، وتُمتِع! ::

   
 

التاريخ : 03/04/2015

الكاتب : إيلي مارون خليل   عدد القراءات : 1335

 


 

 

 

إحلم! لا تخجل!

إحلم! جميلة، هي، الأحلام، جذّابة، مُثيرة، مُحَفِّزة.

جميلة؟ لأنّك، حين تحلم، تُصَوّر واقعًا تتمنّاه على أجمل ما يكون، أجمل ما يُمكِن. تُصَوِّر حلمَك بشكلٍ يكون أقرب ما يُمكنُ من المِثال. إذًا، أنت تبالغ في وصفك أحلامك!؟ ولمَ لا!؟ فإلّم تبالغ، لن تقترب من المِثال، وتاليًا، لا قيمة للحلم. هو حلمٌ! ومن مميِّزات الحلم الخَيالُ والكمال والمثاليّة. إذًا، فالحلم منتهى الجَمال. هل يُخجَلُ بالجَمال!؟

 والحلمُ جذّابٌ، هو. والحلمُ الجذّابُ يستمرّ في البال؛ يستمرّ مُشِعًّا، مُحَمِّسًا، يدفع صاحبَه إلى حبّ تحقيقه؛ فتهبّ الإرادةُ، مقترِنةً بالحماسة، في توجُّه واضحٍ، ثابتٍ، أكيدٍ، نحو العملِ، ويتمّ النّجاح. ذاك أنّ الحلمَ الجذّابَ، دائمُ الإغراء. والإغراءُ مطلوب، يُعمَلُ في سبيله. والعاملُ، في هذا السّبيل، لا تهدأ إرادتُه، ولا يهدأ عزمُه عن الكدّ لتحقيق الجذّاب. يسيرُ وعيناهُ نحو جاذبِه، وكلّما عمل اقترب منه، فيزداد عزمًا وعملًا حتّى الوصول.

       والجميلُ الجَذّابُ مُثير. والمُثيرُ محبوبٌ ويُعمَل به وفي سبيله. فالمرء، أيُّ امْرِئٍ، يتجاوب مع الإثارةِ، عاملٌ بتأثيرها، وفي سبيلها ونتائجها، بشغَفٍ لا ينتهي، ولا يقلّ، ولا يتوقّف. شَغَفٌ لا ينتهي!؟ إنّه قَدَرُك، يا رجل! هل تقفُ بوجه قَدَرِك؟ وإن فعلْتَ، أتستطيعُ أمرًا، أو شيئًا؟ تُغريكَ الإثارةُ! هذا أمرٌ حتميّ! فأنت جسدٌ ذو حواسّ سليمة تتجاوب. وأنت ذو نفسٍ رهيفة، هي الأخرى، تتجاوب.

       وإنّ الحلمَ الجميلَ، الجَذّابَ، المُثيرَ، هو، وفي الوقت عينِه، حافزُكَ إلى تحقيقِه بكلّ ما أوتِيَ من تأثيرٍ وإيحاء. ألتّأثيرُ ضَغطٌ جميلٌ، رقيقٌ، قويٌّ، فاعلٌ. تُلَبّيه أنت، كما سواك. كلُّ جميلٍ جذّابٍ مُثيرٍ مُحَفِّزٍ، قويُّ التّأثير، تتجاوبُ معه، عفويّا، وببساطة، وتكونُ سعيدًا. أمّا الإيحاءُ، فعنصرٌ إيجابيٌّ عاملٌ فاعلٌ، يُجَمِّلُ يجذب يُثير يُحَفِّزُ، إذًا يؤثِّر. فهو، إذًا، يُكمِلُ مميِّزاتِ الحلم، يجمعها على تَكامُلٍ وانسِجام قريبٍ من الوحدة المتعدّدة الغنيّة.  

       ألسّؤالُ، الآن، هو: أيُعقَلُ أن تخجلَ، يا هذا، بحلمك الجميل، الجَذّابِ، المُثير، المُحَفِّزِ، المؤثّرِ، الموحي!؟

       من الثّابت الأكيدِ أن لا. فهذه الصّفاتُ تُغني الحلم الّذي يُغني حالِمَه. فاحلم، يا رجلُ، يا زميلي، وافخر بأحلامك، بخاصّة وأنت مهتمٌّ، واعيًا وغيرَ واعٍ، بالعمل في سبيل تحقيقها. تأكّدْ من أنّ أيّ حلمٍ، لا يُعمَل لتحقيقِه، وبجِدِّيّةٍ، لا قيمة له، فلا جمال، ولا جاذبيّة، ولا إثارة، ولا تأثير، ولا إيحاء...

       تَقَوَّ واحلم!

       إحلم! تَقْوَ!

ألأربعاء 1/10/2014

*

 

إحلم، يا رجل! (19)

ألتّشاؤم يباسُ الرّوح!

إيلي مارون خليل

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.