3

:: الطريق الأسهل للتعبير عن حزنه ::

   
 

التاريخ : 28/03/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 951

 


 

 

 

من منا لم تمرّ به حالات من المنغصات الحياتية؟ بل البعض تضربه أحزان كبيرة بسبب حوادث الدنيا المتنوعة، ولعلَّ الفَقْد المتمثل في الموت أحد تلك الأحزان العتيقة التي تمرّ بنا دون إرادة وقوة لدفعها، وأمام هذا الواقع تظهر متطلبات تتمثلّ في فنون معرفة كيفية مواجهة الأحزان وعدم السماح بتمكّنها من قلوبنا وحياتنا، لأن في سيطرة الحزن تدميراً للسعادة والنجاح، في تمكن الحزن كآبة بالغة ستؤدي لسوداوية معتّمة طويلة، فلا تقع أعيننا إلا على الظلام وكل شيء قاتم، ودون شك فإن هذه الحالة ستقود في نهاية المطاف إلى تدمير شخصيتك العامة فضلاً عن تدمير طموحاتك ورغباتك وتجعلك في حالة غريبة.

الحزن أمُّ المصائب. لذا كان رسولنا الكريم صلى الله عليه وسلم دوماً يحثّ على الصبر والأناة وتذكُّر الله وقت المحن، ومنه قوله عليه الصلاة والسلام: «ما يصيب المؤمن من نصب ولا وصب ولا هم ولا حزن ولا أذى ولا غمّ حتى الشوكة يشاكها إلا كفّر الله بها من خطاياه». ولنكن أكثر وضوحاً فإننا بطريقة أو أخرى لا نملك إلا الصبر على مصائب الحياة التي تجلب الأحزان، أما القنوط واليأس فلن يجلبا لنا إلا الألم النفسي والهمّ وكما ذكرت فهذا سيقود في نهاية المطاف نحو هاوية من الإحباط والمرض.

في رسالة وصلتني يعلق مرسلها على مقالة سبق أن نشرتها هنا قبل فترة من الزمن تتناول الحثّ على الصبر، تقول أو يقول مرسلها – لم يضع أي تعريف عن نفسه – إنه أمضى أربعة أعوام من عمره ليخرج من حالة الحزن التي تلبّسته على أثر وفاة والدته، وخلال هذه الفترة فقد تحصيله الدراسي الجامعي، فيكتب: «لو قدر لوالدتي أن تكون على قيد الحياة لما رضيت بما وصلت إليه حالتي. كان يجب علي أن أحوّل حزني لطاقة أحقّق من خلالها أمنيات ورغبات والدتي مثل وضع وقف خيري باسمها، وأن أنهي المرحلة الجامعية وغيرها من الأمور التي أدرك أنها كانت ستسعد أمي، لكنني اخترت الطريق الأسهل وهو النواح والبكاء الذي حطّمني وها أنا الآن أعود لبناء حياتي».

وهنا مربط الفرس كما يقال، لا بأس بالحزن وهذا قدر وهو أمر لا مفرَّ منه بل إنه شيء بديهي، فلنحوّله طاقة تدفعنا للأمام والنجاح لا أن يكون عامل هدم وتدمير لشخصيتنا ومستقبلنا، وكما قال صاحب تلك الرسالة فلقد اختار الطريق الأسهل في التعبير عن حزنه.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.