3

:: لا تضع الشكوك في طريقك ::

   
 

التاريخ : 24/03/2015

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1017

 



 

 

سأحاول في الكلمات التالية أن أقلب المعادلة قليلاً، وأقصد تحديداً عدم الحديث المكرر عن سعادة سرمدية متواصلة لا تنقطع، لأنه وبطبيعة الحال، لا يمكن أن تتحقق مثل هذه السعادة في حياتنا. قد تجتاحك مشاعر من السعادة والقناعة وأيضاً تعيش في بحبوحة من الرغد والصحة، لكن لا شيء خالد ومستمر، فللحياة ألوان متعددة، ويكفي أن نعلم أن النفس الإنسانية شفافة وحساسة لدرجة بالغة بحيث يمكن أن يؤثر فيها أدنى حدث أو خبر عابر أو صورة في أي مكان.

وهذه الكلمات ليست محاولة لتقليب المواجع أو التنكيد لكنها تحفيز وبسط حقيقة ماثلة في حياتنا ولا يمكن تجاهلها أو التغافل عنها، وهي أن الحزن والكآبة لا يمكن أن يستمرا أبداً تماماً كما أن الأوقات المرحة والمبهجة ليست مستمرة، والذي نصل له، هو أن القناعة والرضا هما السبيل الحقيقي لمثل هذه السعادة أو هي طريق من طرقها المتعددة.

تصيبنا الأمراض النفسية لأننا نريد كل شيء أن يحدث بشكل سريع ووفق مواصفاتنا، وهذا لا يمكن أن يتم، وفي أحيان نجلب ونستدعي المرض لأننا نهتم ونشغل عقولنا بأمور قد تكون فوق طاقتنا. البعض منا يفكر بما سيحصل عليه أو بما سيحققه لكنه لا يفكر ويقدر ما حققه، بل لا يفكر بصعود السلم درجة درجة.

إحدى الصديقات مصابة بحالة شديدة من الكآبة، ولأني أعرفها وأعرف تفاصيل حياتها، أستغرب مثل هذه الحالة النفسية التي وصلت لها، لكنك بمجرد الجلوس معها والاستماع لكلماتها تدرك أنها غير راضية بما حققت، وهي دوماً تتطلع للأعلى لكنها لا تفكر أبداً في أن تنظر لمن هو دونها أو أقل منها، أو لمن يسعى ليحقق جزءاً من إنجازاتها، ويخفق مراراً ويفشل في كل مرة بشكل مدوّ وعلى الرغم من هذا يعيد المحاولة بإصرار وتحدّ.

هذه الصديقة لا تقدّر ما أنجزته وتعتبره متواضعاً، وهذا بالتحديد هو الذي سيحطم كل شيء قامت ببنائه لمستقبلها طوال سنوات ماضية.

لا أريد أن أقول إن القناعة كنز لا يفنى، لكنني أريد القول إن القناعة والتخطيط والسير بروية وهدوء وسعة بال هي الأسلوب الأمثل والبديهي، في حياتنا نحقق الإنجازات، ونحقق الذات والطموح، فلا نضع الأشواك في طريقنا بأيدينا، لنتخلص من الرؤية المشوهة للأمور، ولنكن أكثر تفاؤلاً ورضى بكل ما يقع لنا.

ابذل جهدك، واعمل بإخلاص واجتهد، والنتائج تأتي بشكل تلقائي فلا تحمل نفسك أكثر مما تحتمل.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.