3

:: ترميم الحياة! ::

   
 

التاريخ : 31/10/2014

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1115

 


 

 

 

في أحيان كثيرة تتطلب الحياة معالجات سريعة لبعض العقبات التي تعترض طريقنا، وفي أحيان أخرى من الأفضل التعامل مع المشاكل والصعوبات الحياتية كما هي دون تدخل أو محاولة للعلاج بمعنى تركها لتصلح نفسها بنفسها لأن نتائج أي جهد لتقويم الاعوجاج سيزيده اعوجاجأ وتعقيداً.

في الحياة قد تلتقي أصدقاء تحبهم، لكن تزعجك بعض السلوكيات الخاطئة التي تصدر منهم، وقد تجد بعض السلبيات في تعاملهم سواء معك أو مع الآخرين، فإذا نصحتَ وكررت النصيحة فقد تكتشف أنك أصبحت صديقاً غير مرغوب به، واذا صمتَّ وتركتَ الأمور تسير فإنك تكون قد خنت أبسط مفاهيم الصداقة وهي أن الصديق مرآة لصديقه يشاهد من خلالها عيوبه وسقطاته ليعالجها ويصلح أحواله.

في الحياة أمور أكثر تعقيداً وصعوبة من صديق سيّء، مثل أن تعاني فتاة في مقتبل العمر لسنوات من قسوة لا تفهم سببها من أبيها أو أمها وبعد أن نضجت وكبرت واستقلت تظلّ تسأل عن سبب كل الظلم الذي تعرّضت له وتمت ممارسته ضدها.. أيضا قد نسمع قصة زوجة دوما تتعرّض للعنف من زوجها دون أي سبب، والجميع من أسرتها يحثّونها على الصبر والتحمُّل فلا تجد من يساندها أو يقف معها.. قد تشاهد جارك أو زميلك في العمل أو أحد أقربائك وقد غطّاه الذبول وأعياه الهمّ، وهو واقع طريح على فراش المرض، وهو بالأمس كان يملأ المكان حضورا وصوتا واليوم عيناه في ذهول إما بسبب الألم أو خوفا من المجهول...

في الحياة أيضا أمور كثيرة أخرى قد لا نشاهدها وقد لا نسمع بها بل لا نعلمها نهائيا وعلى الرغم من كل هذا فإن المواجع متنوعة والآلام متعددة.. وتبقى الحياة تحتاج بين وقت وآخر لترميم، بمعنى مراجعة لنعالج بعض الأخطاء والزلات والسقطات.. نحتاج ببساطة أن تكون ضمائرنا مستيقظة ومتوثّبة لتقديم الاعتذار لمن نرتكب ضده أي خطأ مهما كان. إذا كنا نريد فهم الحياة بشكل مريح، نجدها في التسامح مع الناس ونشر الفضائل الطيبة والابتسام والهدوء، وأستذكر في هذا السياق حديث رسولنا الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم عندما قال:" إنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم ببسط الوجه وحسن الخلق". وبالضبط هذا الذي نحتاجه بحق، ففي كثير من الأحيان أصدقاؤك وأقاربك وحتى من هم يسيرون في الشارع، لا يريدون منك شيئا ولا ينتظرون منك مالاً أو هدايا بقدر حاجتهم لابتسامة وجه يملؤه حسن الخلق والطيبة.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.