3

:: يَقولونَ أَنْتَ حَزينٌ.. !!. ::

   
 

التاريخ : 27/10/2014

الكاتب : حسين مهنّا   عدد القراءات : 1812

 


 

 

تَخَيَّلْتُ أَنّي أَطيرُ الى جُزُرٍ نائياتٍ

هُنالِكَ نَخْلٌ يَجودُ بِتَمْرٍ

بِلا مِنَّةٍ أَو ثَمَنْ.

وَماءٌ نَميرٌ هُناكَ...

وَمَوجٌ يُقَبِّلُ شَطَّ الجَزيرَةِ،

حَيثُ تَسيلُ البَراءَةُ،

والصِّدْقُ،

لا الماءُ يَكْذِبُ،

لا الرَّمْلُ يَكْذِبُ،

قُلْتُ: هُنا سَأَعيشُ وَحيدَاً بَعيدَاً

بِلا جَعْجَعاتٍ تُعَكِّرُ صَفْوَ الحَياةِ

هُناكَ سَأَقْرَأُ وَحْدي

وَأَكْتُبُ وَحْدي

وأَتْرُكُ ما قدْ كتَبْتُ لِحُكْمِ الزَّمَنْ.

بَعيدَاً بَعيدَاً عَن الرَّدْحِ والشُهْرَةِ الزَّائفهْ.

سَأَتْرُكُ، قُلْتُ..

سَأَترُكُ ما قد كَتَبتُ لِحُكْمِ الزَّمانِ وَطِفْلٍ

سَيَأْتي على صَهْوَةِ الزَّمْهَريرِ

لِيَغْرِسَ في بَلْقَعِ الرُّوحِ تُفَّاحَةَ المعْرِفَهْ.

إذا كانَ حُلْمي هُروبَاً

فَأَهْلاً بِهذا الهُروبِ...

سَئِمْتُ صَباحَاً وَراءَ صَباحٍ

يَرُشُّ على الجُرْحِ مِلْحَاً

وَيَغْرِسُ في الصَّدْرِ رُمْحَاً

وَيُلْقي خِطابَاً مُعَدَّاً مُعادَاً وَيَمْضي....

يَقولونَ: أَنْتَ حَزينٌ!

أَقولُ: وأَيْنَ الفَرَحْ؟

أَتوقُ الى حَلْبَةِ الرَّقْصِ،

رَقْصِ انْتِصارِ الحَياةِ على المَوتِ،

إنّي أَتوقُ الى لَحَظاتٍ أُلَمْلِمُ فيها فُتاتَ شبابي

وَبَعْضَ وَطَنْ.

كلامي ثَقيلٌ؟! خُذوهُ إذَاً

خُذوهُ على مَحْمَلِ الهَزْلِ،

إنّي كَبِرْتُ..

وَذي هَذْرَماتُ الكَبيرِ،

إذا ما الكَبيرُ جَفاهُ الزَّمَنْ.

 

 (البقيعة/ الجليل/26/5/2014)

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.