3

:: أن تكون طبيباً ::

   
 

التاريخ : 21/07/2014

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 2374

 


 

 

 

       من منا لم يحتج في أي يوم من الأيام للذهاب للمستشفى؟ من منا لم يحتج في أي يوم من أيام حياته لمراجعة الطبيب؟ إنه قدرنا جميعاً أن نكون دوماً بحاجة لهذه المهنة النبيلة العظيمة، وإذا قدر لك أن تكون بين يدي الطبيب، تسأل نفسك عن درجة مهارته ومهنيته، وهي تساؤلات محقة وأيضاً في محلها، فنحن نضع حياتنا في كثير من الأحيان بيد هؤلاء الذين احترفوا خدمة الإنسان وحمايته من الأمراض والمخاطر.. وعندما أقول سخروا أنفسهم لخدمة الإنسانية فأنا لا أتجنب الحقيقة أو أتجنى عليها، كما أنني لا أبالغ ولا أسبغ المديح، فالطبيبات والأطباء جميعهم أخذوا على عاتقهم هذا الواجب أو كثير منهم.

إحدى الصديقات من دولة مجاورة تحكي عن موقف لطبيبة تعالجها من ورم سرطان الثدي خارج بلادها، تقول إن أول ما لفت انتباهي دماثة خلقها ومحاولة إضحاكي وإخراجي من الحالة النفسية السيئة التي كنت أعانيها، وأن هذه الطبيبة كانت تشعرني بأنني مميزة لديها وأنها توليني عناية خاصة، لدرجة سألت عن السبب أو ما الذي قد تريده مني؟ وتضيف أنه بعد انتهاء علاجها وشفائها من هذا الورم الخبيث، وقبل عودتها لبلادها، قررت وزوجها زيارة هذه الطبيبة وتقديم هدية لها.

تقول: المفاجأة أنه خلال انتظاري لتأتي للسلام علينا شاهدت هذه الطبيبة تمازح مريضة أخرى وتضمها برفق وحنان، وبعد فترة زمنية قليلة جاءت وسلمت علينا وودعتنا، وعندما قدمنا الهدية، شكرتنا وقالت لا أخفيكم أن الطاقم التمريضي سيفرح كثيراً بمثل هذه الهدية وسأقدمها لهم بالنيابة عنكم، تقول لقد غادرنا المستشفى ونحن في حالة ذهول، ببساطة لقد كانت تؤدي واجبها المهني وحسب، وأخلاقها وطيبتها هي معدنها الحقيقي مع جميع المرضى لا انتقائية أو تصنيف لأحد.

في عالمنا العربي، دون تعميم، باتت مهنة الطب مهنة نخبوية، مع الأسف، ومن يدلف لها كأنه يتوجه نحوها فقط من أجل البرستيج والمظاهر، لذا نرى في كثير من الأحيان بعض الأطباء العرب لكننا لا نرى روح الطب ومعناه العميق. يؤلمني كثيراً مشاهدة طبيب يرفع صوته على أحد المرضى، أو طبيب يسخر من عدم إلمام مريضة أو عدم فهمه للعلاج، أو طبيب يضع يده على أنفه بطريقة ساخرة وكأنه يتأفف من مريضه، نحن نريد روح الطب العميق، معنى أن تكون من ملائكة الرحمة، وأنهم موجودون .. ولكننا نريد المزيد.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.