3

:: على ماذا أحزن؟ ::

   
 

التاريخ : 26/03/2014

الكاتب : ميشلين حبيب   عدد القراءات : 1527

 


 

 

 

على بنطالي الذي شوّهته بقعة زيت سقطت من بندقيات المدافعين عن جنونهم؟

 أم على حذائي الذي جَلفه حجر في طريق بلادي التي تنتظر الإسفلت منذ القرن الماضي؟

أم عساني أحزن على أقراطي التي سرقها المحتلّون الجائعون؟

أم يجب أن أحزن على قميصي الذي أورثتني إياه جدتي وما زال ينتظر المكواة ليستعيد أناقته التي سرقتها كهرباء أخلفت بوعدها منذ ثلاثين عاماً؟

ومُنعتُ أن أحزن على بيتي.

فقد نقلوا حجارته منذ سنين ليبنوا بها برلماناً يحفظ حقوق المواطنين.

يجب أن أحزن على شيء.

قرّرتُ الحزن على الزيت في البندقية،

والحجر في الطريق الغير معبّد،

وعلى جوع المحتلّين،

وعلى المكواة الباردة،

 وعلى حجارة بيتي المأسورة.

وأخيراً، على حلم عمري بوطن سرقوه مني قبل أن أولد.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.