3

:: فكّروا مرتين ::

   
 

التاريخ : 20/03/2014

الكاتب : ميشلين حبيب   عدد القراءات : 1668

 


 

 


لَفَتَني أمرٌ محزنٌ في واجهات المكتبات كلّها في شهر آذار: ملصقات تعلن عن عروضات على كتب الطبخ لمناسبة عيد الأم.

أرجو منكم ألا تقدموا للأم في عيدها كتاب طبخ أو أي شيء يخص المطبخ أو البيت. إن كانت تستطيع القراءة فهي إذاً تستطيع أن تقرأ كتاباً جيداً ومهمّاً وملهماً يسلّيها ويثقّفها، وليس كتاب طبخ.

المطبخ ليس مكانها الوحيد وعقلها لا يعمل فوق الفرن وفوق المجلى فقط.

يمكنكم أن تقدِّموا اليها كتاب طبخ في أي وقت خلال السنة، وذلك فقط إن لاحظتم أنها مهتمّة بالحصول على واحد. وتذكّروا أن هديّة كتاب الطبخ أو أي شيء يخصّ البيت أو المطبخ، هي ليست لها وحدها، بل للعائلة كلها، التي ستستفيد من الطبخات ومن ديكور البيت الذي تعيش فيه مع الأم.

احترموا فكرها واشتروا لها شيئاً يهمُّها ويفرِّحها، أو اصطحبوها الى المسرح أو السينما أو أي مكان جميل ومختلف عن الأماكن التي ترتادونها عادة. فلننس في هذا اليوم البيت والمطبخ، ونتذكر أنها: الأم، المرأة، الإنسان.

ولنجلس مع أنفسنا ونفكر مرتين: هل ننتظر هذا اليوم فقط لنعبّر للأم عن امتناننا لوجودها وعرفاننا بجميل ما تقوم به لأجلنا؟ وهل نفرح لأن هذا اليوم يزيح عن كاهلنا ذنب فترة طويلة من الإهمال فنأتي في الواحد والعشرين من آذار، الذي بفضل الإعلام والناس وأهميته كبداية لفصل الربيع لا نستطيع أن ننساه، ونقوم بواجبنا فنشتري هدية ونعيّد الأم بعيدها، وهكذا نكون قد محونا كل ما اقترفناه من إهمال ونسيان؟ 

أتمنى في هذا العيد أن تتذكّر الحماة أن كنّتها هي أم مثلها هي تماماً. وأن تتذكّر الكنّة أن الحماة هي أم أيضا، حتى لو كانت هذه الحماة تذيقها الأمرّين، فربما إن هي بادرتها بهدية وكلمة جميلة، ستذكرها بتلك الأمومة التي خنقتها لتتلهّى بلعب دورها كحماة أكثر من الأم. والزوجات اللواتي يُذِقن حمواتهنّ الأمرّين، تذكّرن أنها أم وهي بالذات أمٌّ لأبِ أولادكن. كما أرجو ألا تتّخذ بعض الأمهات هذا العيد حِجّة لتفريغ شحنات الأنانية ولإثقال أبنائهنّ وتحميلهم ذنب عدم الاهتمام بهنّ بل الاهتمام بعائلتهم وعائلة زوجتهم. وأن تتذكّر الأم أن الخادمة التي تعمل لديها وتساعدها هي أم أيضاً، لديها أبناء يفتقدونها، بينما تقوم هي بالاعتناء بأبنائك. 


وفي النهاية تذكّر أيها الرجل العزيز أن زوجتك هي أهم أم في هذا العيد لأنها معك أصبحت أمّاً، ومعها أنت أصبحت أباً، وهكذا حصلتما، أنتما الإثنين، على أعظم سلطان وأثمن هدية على وجه الأرض.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.