3

:: شكوى النساء من النساء!! ::

   
 

التاريخ : 09/11/2013

الكاتب : فاطمة المزروعي   عدد القراءات : 1567

 


 

 

قضايا العمل ومواضيعه المختلفة متعددة ومتنوعة، ولعل من أهمها وأكثرها، الشكوى الدائمة من المدير المباشر واتهامه بالظلم ومحاباة أحد الموظفين على حساب الآخرين من زملائه، أو في عدم الترقية وعدم صرف مكافأة وغيرها كثير من الهموم، وهي ماثلة في حياتنا اليومية فنحن نسمع كل يوم قصة جديدة في هذا الإطار. لكن الذي اعتقد أنه زاد عن حده وبتنا بحاجة لعمل دراسة علمية تحاول رصد مدى صحة مثل هذه الشكاوي، هو ما يتردد على نطاق واسع ويدور حول المرأة عندما تكون مديرة أو مسؤولة، فإنها إذا صح التعبير تتنمر وتصبح ديكتاتورية خاصة ضد النساء اللاتي يعملن تحت إدارتها، حيث تكثر شكواهن، هذا ليس في بلد دون آخر وهو تصاعد شكوى النساء من النساء، فكم سمعنا من بعض القريبات والصديقات عن مديرات متسلطات عليهن.

 لكن لنتوقف ونحاول أن نفكك هذا الموضوع ونحلله بمنطقية وروية، ولعل السؤال؛ هل يمكن أن نعمم مثل هذه القصص ونعتبرها ظاهرة؟ والإجابة بطبيعة الحال هي النفي، ثم ألا نلاحظ أن في بلادنا الحبيبة على امتدادها، وفي مختلف دول العالم نساء تقلدن مناصب قيادية أبدعن وتميزن؟ والإجابة بطبيعة الحال ستكون نعم.. لذلك أعتقد أن المعضلة تكمن في النظام الوظيفي نفسه، عندما يكون مهلهلاً وغير قوي، فيحدث أن يتسرب من بين جنباته بعض المظالم مثل تلك التي نسمعها، لكننا لا نستطيع أن نقول أنها ظاهرة، وأن المرأة إذا تولت منصباً ظلمت، وأنه خير للنساء أن يكون رئيسهن في العمل رجلاً، لأننا أيضا نسمع عن كثير من المظالم في إدارات وجهات يترأسها رجال.. هذا ليس دفاعاً عن المرأة الرئيسة أو التي تملك منصباً، بقدر ما هي محاولة لتسليط الضوء على المشكلة الحقيقية وهي ضعف القوانين التي ترتب علاقة الرئيس أو المدير بموظفيه في بعض الجهات والإدارات، ليس لدينا هنا وحسب، إنما في أي مكان وبقعة من العالم.

 أن الأصوات التي تتردد عن قسوة المرأة ضد المرأة، وعدم تقديرها لظروفهن وأحوالهن، أصوات يجب أن نتوقف ونصغي لها وندرسها ونحاول أن نسن أنظمة وقوانين واضحة يستطيع المظلوم أو المتضرر اللجوء إليها. نحن في زمن الإدارة الناجحة بغض النظر عن الذي يقف خلف دفتها رجلاً أو امرأة. ومن واقع خبرة من خلال طبيعة عملنا كأطباء تجعلنا نشاهد ونلمس كثيراً من الشقيقات يمارسن العمل الصحي سواء على مستوى طبيبات أو على مستوى كوادر من التمريض إلى الإدارة ونحوها من المرافق، ونشاهد ونلمس اختلاف الطبائع بل واختلافاً في النفسيات ومدى تقبل ضغوط العمل وكيفية التعامل معها، فهناك التي تغضب سريعاً وتصب جام غضبها على زميلاتها، أو من يقع تحت مسؤوليتها وهناك من تتمتع بأخلاق رفيعة وروح قيادية مبهرة، تتمتع بالصبر والمهنية والاحترافية. لا يمكنن أن نحكم على جميع الناس من نظرة واحدة ونعممها، حتى وإن كان لنا تجربة أو اثنتان مع نساء قاسيات ويتجاوزن النظام ويسببن مشاكل لمن يقع تحت إدارتهن، أقول حتى ولو وجد مثل هذا، فإن هذا لا يعطينا الحق بالتعميم والقول أن جميع النساء هن على هذه الوضعية والشاكلة. 

 

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.