جماليـــا : ثقافة , آداب , فنون

From site: http://www.jamaliya.com

دانـــاي زَوْجَــتي... إِليـها - أَزرار - الحلقة 1000


هنري زغيب
28/07/2017

 

 

إِنها الحلقة 1000.

أُهديها إِليكِ يا داناي، وأَنتِ أَطلَلْتِ عليها عند منتصف الطريق (منذ الحلقة 574)، ومن يومِها وأَنتِ تُباركين خَطَواتِـها، فلا خَطوةَ إِلَّا وعيناكِ على نَـقْلتِها كي لا تَــعـــثَـــر.

هي ذي حياتي مع داناي: المرأَة والكتاب.

 

داناي التي هي الــ"أَلْفا" والــ"أُومِغا"، هي النورُ من نور، التي لا فناء لِـحُبِّها في هيولى حياتي.

داناي التي هي أُمِّي وبِـنْـتي وحبيبتي، وهي زَوجَـتي بشهادة خاتمها المتباهي في إِصبعي.

يُــبَــكِّــر الناس غُدُوًّا إِلى انتماءَاتهم، وأَغتدي باكرًا إِلى مُلاقاة داناي: نجمةَ صُبحٍ تَفتح طريقَ الشمس.

يؤْمن الناس بخوارقَ فائقةِ الطبيعة خارجَ كلّ حقيقة دنيوية، وأَنا أُؤْمن بأُعجوبةٍ وحيدةٍ غيَّرَتْني: داناي.

يَعبُدُ المؤْمنون إِلهًا واحدًا متعدِّدَ الطقوس والمذاهب، وأَنا عبادتي داناي: طقسَ حبٍّ واحدًا، مذهبَ شيخِ طريقةٍ إِلى طُرُقٍ لانهائيّةِ المدى.

الأَتقياءُ يَبتهلون إِلى أَوليائهم، وأَنا إِلى داناي.

يُصلّي الناسُ في معابدهم والتُقى، وأَنا دُعاءَاتي إِلى داناي.

يَهتدي الناسُ بِشَمس نهارهم، وأَنا بِشَمس داناي.

يتفاءَلون بِغَدِهم، وأَنا بِبَسمة داناي.

يَـرَون بِعُيُونهم إِلى الكون، وأَنا بِـعَــيــنَي داناي إِلى حياتنا معًا.

مَسَحَـتْني بالغفْران، وَمَشَحَــتْني بِرضاها والنعمة، فَــتَــطَــيَّـبَ عمري.

كنتُ ضالًّا فَهَدَتْني إِلى الطريق.

كنتُ واهمًا فَأَهْدَتْني الحقيقة.

كنتُ ذئبًا مُـتَـثَـعْـلِـبـًا فَشَفَتْني ببراءَتها الصاعقة.

كنتُ نَظَّامًا لفظيًّا فَرفَعَـتْني إِلى الشِعر الذي من الروح.

كنتُ عاشقًا افتراضيًّا فَعَلَّمَتْني كيف يكونُ الـحُب.

كنتُ "أَرتجلُ" نساءً وحالاتِ حُبٍّ وهميَّةً، فَسَمَتْ بي إِلى حالة الـحُب الحقيقية.

قلتُ قلبَها الحياة، فقالَـتْني معناها. ولم أَندَم في حياتي سوى واحدة مُــرَّةٍ: حين أَخطأْتُ مع داناي حتى خطيئةٍ ما زالتْ تَجلُدني ولا أَبوحُ، مع أَنّ داناي بلسَمَـتْني بعَفُوِها الذي ما زال يُخجلني حتى الانقصام، وحتى لَـيَغدو خيانةً كُلُّ ظنٍّ غيرِ طاهرٍ في غفلة داناي.

معًا تَغمرُنا بحنانها الحياةُ فنَزوغُ حُـبًّا وهناءَةً، والناسُ – بين فرحةٍ بنا وحسَدٍ منا – يَرَون إِلينا فراشةً وفَراشًا وُلدا معًا في شرنقةٍ واحدة، فرَّقَــتْهما دروبُ الحياة، ثم عادَت فجمَعَــتْـهُما ذاتَ أَيلولٍ قَدَريّ على تلَّة مَـلَـكِـيَّة، فكان حصادُ انتظارهما قَسَمًا أَن يُكمِلا معًا دربَ القدَر الواحد: سَعادةً دائمةً لا تشوبُها غُيومٌ سُودٌ مهما تزاحَمَت، ويعيشا معًا ربيعَ الصيف الهنديّ حتى الربيع الأَخير.

إِنها الحلقة 1000. إِليكِ أُهديها، وأَنتِ هَدَيــتِــني إِلى الجنَّة، وأَهْديـــتِـــني الحياةَ الحقيقية والحبَّ الحقيقيَّ وسعادةَ العمر الباقي من عمري.

إِليكِ أَنا بِكُلّ "أَنا"ي. كلُّ حرفٍ من كتاباتي وكتُبي ينحني أَمام هالَتكِ النورانيةِ قبل بلوغِهِ وُجْهَته.

فاقتَبلي اليومَ إِهداءَ هذه الحلقة الـ1000، وباركي أَن نَبلُغَ معًا أَيّامًا لنا نَعيشُها معًا، ونَذُوقُ فيها معًا كيف يُولدُ الحب ويحيا، وكيف تَعيشُ السعادةُ حتى آخِرِ نُقطةِ ضوءٍ من شهقة العمر المستكين. آمين.

 

 

*

يتم نشرُ هذا المقال بالتّزامن مع نشره في صحيفة النهار بتاريخ 29 تموز 2017

 

هـنـري  زغـيـب

email@henrizoghaib.com

www.henrizoghaib.com

www.facebook.com/poethenrizoghaib

 

 ***

اقرؤوا أيضًا

"دَانَـاي... مَـطَـرُ الـحُبّ" – جديد هنري زغيب

 




Link: http://www.jamaliya.com/ShowPage.php?id=14136