جماليـــا : ثقافة , آداب , فنون |
From site: http://www.jamaliya.com |
أ. د. عبدالله بن أحمد الفَـيْـفي | 14/08/2015 | ||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||||
|
أَطْفِئْ سُؤالَكَ؛ مَوْجُ اللَّيلِ مُعْتَكِرُ |
| |
| والفَجْرُ مُرتَهَنٌ ، والوَقْتُ مُحْـتَـكَرُ! | |
والرِّيْحُ تَشْكُو، يَطِـيْـرُ الشَّجْـوُ أَغْرِبَةً |
| |
| تَطْوِي الفَضاءَ، وسالَ النَّجْمُ والقَمَرُ! | |
أَطْفِئْ سُؤالَكَ؛ ما في الشَّكِّ مِن أُفُـقٍ |
| |
| إلى المَسِيْرِ ، ولا في الظَّنِّ مـُخْـتَـبَرُ! | |
هذا المَواتُ تَنامَـى فـي مَحاجرِنا |
| |
| حتى تَناهَى بنا فـي عُمْرِهِ العُمُرُ! | |
يَسْتَـفُّ في هَـبَواتِ الصَّحْوِ قَهْوَتَنا |
| |
| كما يُسَفُّ بِمَتْنِ القَفْرَةِ الأَثـَـرُ! | |
يَدُقُّ فينا عَمُوْدَ البَـيْتِ ، مِن يَدِنا |
| |
| يُـبَـعْـثِـرُ الشَّمْسَ ، والآماسَ يَأْتـَسِـرُ! | |
*** | ||
أ كُلَّما اعْشَوْشَبَ العُوْدُ الحَرِيْرُ شَذًى |
| |
| فـي الأُغنياتِ تَداعتْ عِنْدَكَ الذِّكَـرُ؟! | |
فاستَعْبَرَتْكَ غَضًا ، يَهْمِي الُحرُوْفَ ، على |
| |
| جُرْحِ الغَزالِ ودَرْبٍ خاذِلٍ تَزِرُ! | |
على النَّخِيْلِ ، تُبَكِّي كَفَّ غارسِها، |
| |
| تَغرَّبَتْ حِقَـبًا ، واجْـتَـثَّها الصَّبِرُ! | |
ما شَلَّ كَفَّكَ فـي أَقْصـَى مَغارِسِها |
| |
| قد شَلَّ قَلْبَكَ.. والدُّنيا هَوًى غِـيَـرُ! | |
*** | ||
ماذا تُريدُ، ولَوْنُ الصِّدْقِ مُنْخَطِفٌ |
| |
| في ناظرَيْكَ، ولَوْنُ الكِذْبِ مُزْدَهِرُ؟! | |
ماذا تُريدُ ، مِزاجُ الحِـبْـرِ أسئلةٌ |
| |
| غَرْثَى ، وأَجْوِبَةٌ كالقَحْطِ يَنْـتَـشِـرُ؟! | |
ماذا تُريدُ ، مِزاجُ الحِـبْـرِ لا لُغَةٌ |
| |
| مِنَ الحَياةِ ، ولا دِيْمُ الحَيَا مَطَـرُ؟! | |
يا مَنْ إذا أَقْـرَأَتـْكَ الرِّيْحُ يُوسُفَها |
| |
| أَطْـبَـقْتَ فَوْقَ كِتابِ الصَّدرِ تَدَّكِـرُ! | |
أَطْـبَـقْتَ فَوْقَ شِفاهِ البِئْرِ تَشْـرَبُني؛ |
| |
| ماءُ الطَّوَايَا دَمِيْ ، يَصْفُو ويَنْكَدِرُ! | |
ماذا تُريدُ ، وكُلُّ الصَّافِناتِ لها، |
| |
| مِنْ نَخْوَةِ الخَيْلِ ، ما يا أنتَ لا تَفِرُ؟! | |
*** | ||
أَمِطْ قِناعَكَ! ثُمَّ احْلُمْ بِما خَبَأَتْ |
| |
| لَكَ العُذُوقُ مِنَ اللَّذَّاتِ تَبْتَدِرُ! | |
واقرأْ قَضاءَكَ! يا مَنْ كُلُّ جارِحةٍ |
| |
| فيكَ استدارتْ على لَيْلٍ بها الدُّسُرُ! | |
أنتَ القَضاءُكَ! ما نامتْ لَـهُ مُثُلٌ، |
| |
| على التِّراتِ ، ولا عَيَّتْ بِـهِ البُكَـرُ! | |
كَمْ ذا تُطابِـعُ فِـيْكَ الجُزْرُ جَازِرَها؟! |
| |
| هَلَّا تَطَابـَـعُ فيما بَـيْـنَـكَ الجُزُرُ؟! | |
*** | ||
مَسْــراكَ يَحْمِـلُ فـي تابُوتِــهِ صُـوَرًا |
| |
| خُضْـرَ الهَوَى، عُرُبًا، يا حَبَّذا الصُّوَرُ! | |
تَـبْـكِـيْكَ فـي سِرِّها ، حَيًّا ومَيِّـتَـةً: |
| |
| عـارٌ عليكَ دَمِيْ والسَّمْعُ والبَصَـرُ! | |
رُوْحُ الشَّهِيْدِ تُرَى غَيْداءَ فاتِنَةً |
| |
| ورُوْحُكَ السَّمْجُ يَبْقَى فيكَ يَنْـتَحِرُ! | |
لا فـي الحياةِ يُعَدُّ ، إنْ شَـبَـا خَبَـرٌ |
| |
| على الشِّفاهِ ، ولا فـي الَموْتِ يُعْتَـبَـرُ! | |
أَعْجَزْتَ وَصْفَكَ: ماذا أنتَ في سَفَرٍ |
| |
| تُـبْـنَى عليكَ لَـهُ مِن عَظْمِكَ الجُسُـرُ؟! | |
وأنتَ فـي شِيَـةِ الثَّاوِيْـنَ مُنْـتَـفِشًا |
| |
| نَفْشَ الحُبارَى جَنَاحًا هَدَّهُ الذُّعُـرُ! | |
إنْ صالَ بـازٌ على أُمِّ البُغَاثِ ، نَـزَا |
| |
| فَـرْخُ البُغاثِ على الأَفْراخِ يَـنْـتَسـِـرُ! | |
أو جارَ رَبُّ الجِوَارِ الغَصْبِ فـي بَلَدٍ، |
| |
| سَرَى الهُمَامُ على الَجاراتِ يَـثْـتَـئِـرُ! | |
ما هانَ يومًا على الدُّنيا وآهلِها |
| |
| كَمَنْ يَهُوْنُ وفيهِ الأرضُ والبَشَـرُ! | |
ولا استراحَ على رَأْدِ الزَّمانِ ضُحًى |
| |
| مَنِ استراحَ وسارتْ دُوْنَهُ السِّيَـرُ! | |
*** | ||
أَعْرِبْ لَهاتَكَ أو أَعْجـِمْ ، فقد هَرِمَتْ |
| |
| كُلُّ القَناديلِ ، لا زَيْتٌ ولا شَرَرُ! | |
لا النَّـثْـرُ يَبْعَثُ في الأَجداثِ مُنْـتَفِضًا |
| |
| مِنَ التُّرابِ ، ولا ذا الشِّعْـرُ والعِـبَـرُ! | |
عَمِّدْ لِسانَكَ ، أو حَرِّرْ ، فما لُغَةٌ |
| |
| عادتْ لها شِيَمُ الأَعرابِ تَنْكَسِـرُ! | |
لا تَلْـتَـفِـتْ أَبَـدًا ؛ قِطْـعُ السّـُرَى حَجَــرٌ، |
| |
| يَحْصِبْكَ منهُ لسانٌ ، أو يُصِبْ نَظَرُ! | |
حَصِّنْ حِصانَكَ ، لا هانَ الخيولُ! غَدًا |
| |
| يَأتـيكَ دَوْرُكَ ؛ فالجَزَّارُ يَنْـتَظِـرُ! | |
*** | ||
لكنَّها ثَـوْرَةُ التَّكْوِيْنِ فـي جَسَدي، |
| |
| كَمْ تَسْتَـفِـيْـقُ ، وتَعْلُو حَوْلَها السُّوَرُ! | |
أليس مِنْكَ لنا حُلْمٌ يُصافِحُنا، |
| |
| إلّا الفَناءُ ، وإلّا النَّـوْحُ والكَدَرُ؟! | |
كُلُّ الهَزائمِ ، فـي أَوْهَى بَـيارقِـها، |
| |
| هَزِيْمَةُ الذَّاتِ ، ما دارتْ بها الفِكَـرُ! | |
*** | ||
ماذا تَقُوْلُ.. متَى؟.. مَلَّ القَصيدُ، وما |
| |
| عادَ الطَّرِيْـقُ على التَّسْــيارِ يَصْطَـبـِرُ! | |
هذا خِطابُكَ فـي الصَّيْفِ العَتِـيْـقِ ، لَكَمْ |
| |
| صافَـتْ سَـنابِلُ لَيْلٍ مِلْؤُها تَـتَـرُ! | |
يا حاديَ العِـيْسِ.. هذي عِـيْسُنا بَلِـيَتْ |
| |
| مِنَ الدُّوَارِ على الأَعْصَارِ تعتصـرُ! | |
يا حاديَ العِـيْسِ.. إنِّي لا أَرَى!، وأَرَى |
| |
| في صَوْتِكَ الآلَ ، يَطْفُو ثُمَّ يَنْحَدِرُ! | |
ماذا تَقُوْلُ تُـرَى : «إنَّ المَدَى زَبَدٌ، |
| |
| والدَّرْبُ مُبْتَسِمٌ ، والغَيْثُ مُنْهَمِرُ؟!» | |
ماذا أَقُوْلُ أَنَا : «إنَّ السُّـيُوفَ دَمٌ، |
| |
| والعِرْضُ لُؤْلُؤَةٌ ، والجَيْشُ مُنْـتَصِـرُ؟!» | |
ماذا أَقُوْلُ هُنا ، إنْ شِئْتَ قُلْتُ إذنْ: |
| |
| «لَنْ يَأْتِـيَ الدَّوْرُ والجَزَّارُ يُحْتَضَـرُ».. | |
لكنَّ مِن خَلْفِهِ أَلْفًا على كَتِفي؛ |
| |
| ما دُمْتَ نَحْنُ فما لِلْجَزْرِ مُزْدَجَرُ! | |
*** | ||
لـَمْلِمْ شَتاتَكَ! وَجْـهُ اللَّيلِ مُعْتَـكِرُ، |
| |
| والصُّبْحُ مُرْتَهـَـنٌ ، والوَقْتُ مُـحْـتَـكَـرُ! | |
واقرأْ قَضاءَكَ! يا مَنْ كُلُّ جارِحةٍ |
| |
| فيكَ استطارتْ على فَجْرٍ بها الدُّسُرُ! | |
قد هانَ جِدًّا على الدُّنيا وآهلِها |
| |
| مَن هانَ يومًا وفيهِ الأرضُ والبَشَـرُ! | |
مستفعلنْ فاعلنْ مستفعلنْ فَعِلُنْ |
| |
| مستفعلنْ فاعلنْ مستفعلنْ فَعِلُنْ | |
*** | ||
| ||
قُمْ فالتَقِطْكَ- فَتًى- واضربْ سبيلَكَ! قُمْ! |
| |
| نَوْءُ السِّنِـيْنِ بِنَـوْضِ الشَّوْقِ يَسْتَعِرُ! | |
قُمْ فالتَقِطْكَ؛ أساطير الرُّؤَى الْتَحَمَتْ |
| |
| بِنَـافِـرِ الدَّمِ : تَـرْفُـوْهُ ويَـشْـتَجـِرُ! | |
قُمْ، أَيُّها المارِدُ ، اسْتَخْرِجْ خُطاكَ ، وقُـلْ: |
| |
| «في وَجْهِ هذا السَّوادِ البـَحْرُ والسَّفَـرُ!» | |
*** | ||
| ||
يا قُرْطُبِيَّاتِ ما يأتـي ، أَتـَـيْتُ غَدًا، |
| |
| ولم أَجِدْكِ ، سـآتـيْ والهَوَى بَصَـرُ! | |
يا أيُّها المَسْجـِدُ الأَقـْصـَى : السَّلامُ دَنَا؛ |
| |
| فادْخُلْ ، عليكَ سلامُ اللهِ ، يا عُمَرُ!... |
Link: http://www.jamaliya.com/ShowPage.php?id=12498 |