3

:: قناديل 81 ::

   
 

التاريخ : 10/11/2012

الكاتب : جوزف أبي ضاهر   عدد القراءات : 1528

 


 

 

 

ذاكرة النار: مهدها لحدها

اللاعبون بالنار تتملّكهم الغرائز فيثيرهم اللهب، وصراخ الأجساد، ورائحة الموت المنبعثة من بين الركام.

لألسنة النار وهج ألوان الدم وأصوات حشرَجات تزيد في الإثارة، ما يدفع اللاعبين إلى طلب المزيد من أصابع الحقد تحركهم، وتدفع بهم إلى تنفيذ ما لا يرضى به قلب، ولا يتقبّله عقل «إنسان»!

اللاعبون، الدمى، والممسكون بخيوط «اللعبة» يتجاهلون، وربما يجهلون، أن للنار ذاكرة تشتعل بأهلها لحظة هبوب ريح فيتبعثر الرماد ليُستبدل برماد أجساد أهل الحقد.

«ذاكرة النار» مِجمَرةٌ، لا تهمد، ولا تنطفئ.

مهدها لحدُها، ولو طال الزمن.

 

نهر الدم

من نبع واحد،

وفي درب واحدة يجري نهر الدم إلى اتجاه واحد.

هل الحرية ما امتلأ كأسها منه بعد؟

ملعونة الأرض التي لا ترتوي.

ملعونة الأرض التي جسدها فم.

ملعونة اليد التي بحدّ الحقد حفرت منفذًا لمثل هكذا نبع.

 

سراب

تَقَاسمنا الهواء والنظر إلى مشهد واحد.

تقاسمنا التطلّع إلى بعضنا بعضًا.

وتقاسمنا الكلام ولو اختلافًا.

تقاسمنا الأرض والسماء وجهنم.

تقاسمنا الأحلام بخلودٍ ونفوذٍ وسيطرة، وما استفقنا إلا على سراب، نسعى لالباسه ما لم نجرؤ على المجاهرة به.

ما لم نجرؤ على الوقوف به في شمس.

 

على الدّرب

التنصّل من فعلٍ

لا يلغيه.

نتائجه هويّة فاعله

***

ما كان الانتماء تسويةً

ولا التسوية انتماءً

حتّى... ولا مواطنيّة.

***

نصف العقائد تدين بالعنف

ونصفها الآخر... بالحقد.

***

المتحدثون باسم السماء يسكنون جهنم.

***

ينظر الندم إلى الوراء،

يتعثر،

يسقط ثانية،

ولا يلتفت أمامه.

***

الذاكرة «ظلٌّ» ثقيلٌ

يختفي نهارًا ويظهر ليلاً

ليسهر على نار الأرق.

***

الذاكرة تناقض المخيّلة

وتخدعها بأوهام كاذبة.

***

كلامٌ من دون معنى

هوّة قاتلة

احذروا السقوط!

***

حين الكلام حدودٌ

نحار أين نقف:

قبلها أم بعدها؟

*

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.