3

:: الانتقاد سهل إلا أن تنفيذه صعب ::

   
 

التاريخ : 06/10/2012

الكاتب : ترجمة ب. حسيب شحادة   عدد القراءات : 1349

 





ذات يوم أنهى رسّام مساق تعليمه. قضى بعد ذلك ثلاثة أيام فرسم منظراً خلاباً. أراد أن يُبدي الناس آراءهم حول مقدرته ومهاراته الفنية. "وضع الرسّام لوحته على مفترق طرق صاخب وأضاف تحتها ملاحظةً فحواها: رسمتُ هذه اللوحة وبما أنني جديد في هذا الفن فمن الممكن أن أكون قد وقعت في بعض الهفوات، الرجاء إضافة x في كل خطأ ترونه".

 عندما ذهب مساءً لأخذ لوحته أصابه ذهول عارم إذ وجد أن استطلاع الرأي مليء بالإكسات وبعض الأشخاص دوّنوا تعقيباتهم على اللوحة نفسها. قفل الرسّام عائداً محبَطاً وكسير الجناح إلى أستاذه وأجهش بالبكاء المرّ. كان الفنّان الشاب يتنفس بتثاقل قائلاً لأستاذه: "إني عديم الجدوى وإذا كان هذا ما تمخّضت عنه دراستي فلست جديراً بأن أصبح رسّاماً. رفضني الناس تماماً، أشعر بالاحتضار".

ابتسم أستاذه قائلاً: يا بني، سأُثبت لك بأنك فنّان عظيم وتعلّمتَ فنَ الرسم دون أي عيب. إعمل ما أقوله لك دون أي استفسار ولنر. وافق الرسّام الشاب على مضض وبعد يومين قام برسم لوحة طبقَ الأصل للأولى وعرضها على أستاذه. تسلّم الأستاذ اللوحة بلطف والبسمة على مُحياه. تعال معي، قال الأستاذ. وصلا إلى نفس مفترق الطرق وعرضا اللوحة ذاتها وأخذ الأستاذ لوحة أخرى وكتب عليها: أيها السادة، رسمت هذه اللوحة، بما أنني جديد في هذه المهنة قد أكون قد اقترفت بعض الأخطاء، الرجاء أخذ الفرشاة والألوان المحفوظة في الصندوق وتصحيح الغلطات إذا وجدت!
عاد الأستاذ وتلميذُه إلى البيت. عادا مساء إلى مفترق الطرق واندهش الرسّام الشابّ كثيرا لأنه لم ير أيَّ تصحيح بالمرّة. في اليوم التالي أيضا وجد الرسّامان أن لا جرّة ريشة جديدة على اللوحة. بقيت اللوحة شهراً من الزمان كما هي، دون أي تصحيح أو تعديل!

عصارة القصّة: من السهل الانتقاد ومن الصعب التحسين!

لذلك لا تدعِ الإحباط يعشّش في قلبك أو الحكم على نفسك وفق نقد الآخرين والإصابة بالكآبة!

أحكم على نفسك بنفسك، إنك خير قاضٍ!.

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.