3

:: كتابان موسيقيان من تراث لبنان - حرفٌ من كتاب - الحلقة 82 ::

   
 

التاريخ : 16/09/2012

الكاتب : هنري زغيب   عدد القراءات : 1910

 


 

 

في حجمٍ مُرَبَّعٍ أنيقٍ صدرَ للفنان ناصر مخّول كتابان، من 60 صفحةً لكلٍّ منهما، تعاوُناً مع وزارة الثقافة في سياق الأنشطة التي شَهِدَتْـها "بيروت عاصمة عالمية للكتاب" سنة 2009.

الكتاب الأول: "صناعةُ الآلات الموسيقية التراثية اللبنانية"، تناولَ فيه مطالعَ تلك الآلات الوترية والهوائية والإيقاعية منذ الزمن القديم، وتطوُّرَها عبر العصور، مشَكَّلَةً بأغصان الشجر أو مقاطع الحجر أو قضبان القصب أو قِطَع الجِلْد أو أمعاء الحيوان، بطريقتها البدائية الارتجالية الأُولى حتّى بلوغِها اليوم أحدثَ نِتاج التكنولوجيا. وعرضَ نشأة هذه الآلات في لبنان ومحيطه بين سوريا وفلسطين والأردن، وأوردَ تاريخَها وكيفيةَ صناعتِها وطريقةَ العزف عليها وتطوُّرَها مع السنوات ودورَها في التخت الشرقي واستخدامَها في العصر الحاضر.

من هذه الآلات ما جمع صُوَرَها من مراجع قديمة، ومنها ما صنعَه يدوياً في مشغله الخاص مجموعةً شكّلت معرضاً تاريخياً للآلات الموسيقية منذ 3000 سنة قبل الميلاد.

في الكتاب عَشْر آلاتٍ هي: الشبّابة المعدنية من صُوْر، المنجَيْرة القصَبية من جنوب لبنان والبقاع، المجْوِز القصبي المعروف في مناطق عدّة من لبنان، المزمار الخشبيّ من شجر المشمش (ظهر أولاً في مدينة الشمس بعلبك)، العِنَّيْزة في منطقة جزين من جلدِ الماعز، منجَيرة المرافق الخشبية ذاتُ الرأس الصّافِر، النايُّ المعدنيّ المعروفُ نحاسياً أو خشبياً أو قصبياً، العود وهو "سلطان الآلات" كما نعتَه القُدامى والخبراء العرب كالكندي والفارابي وابن سينا، البُزُق الوتري الشعبي (لا يدخل التخت الشرقي لأسبابٍ تقنية)، وأخيراً نايُ القصب أقدمُ آلةٍ موسيقية في التاريخ منذ سليمان الحكيم الذي اكتشف رَخَامةَ صوتِها على ضفاف النهر، واليوم تُصنَع من قصبٍ فارسيٍّ مشكوكٍ على ضفاف نهر أبو علي في طرابلس.

الكتاب الآخر: "الأغاني الشعبية اللبنانية" وضعه ناصر مَـخّول شارحاً معانيها وكلماتِها وألحانَ مطالعها، وتعبيرَها عن تفاعُل اللبناني منذ القِدَم مع الفرح والبطولات والعنفوان والشوق والحنين والحُزنِ والبُعاد والتغنّي بالوطن والجمال، صورةً صادقةً عن طبيعة حياته اليومية وتعبير أغانيه الشعبية عن عواطفِه وأحاسيسِه ومشاعرِه المختلفة: لكلِّ أغنيةٍ قصّة، ولكلّ أغنيةٍ معنى، وترافقُ معظمَ الأغاني الفولكلورية رقَصاتٌ مُصاحبةٌ تتغيّرُ إيقاعاتُها وَفْقَ المناخ والموقع الجغرافي ونمط المعيشة في لبنان.

تتوالى في الكتاب أسماء هذه الأغاني الشعبية بنوستالجياها الجميلة ووقْعِها الآتي من الذاكرة الشعبية الجَماعية إلى ذاكرةِ الأفراد وهي: أبو الزّلف، البنت الشلبية، الحَوْرَبَة، الحِدا، الزلغوطة، الشّروقي، العتابا، الميجانا، القرّادي، القَصيد، المخمَّس المردود، المعنّى، الموشّح، النّدْب، آه يا أسمر اللون، برهوم يا برهوم، حَوِّل يا غنّام، سكابا يا دموع العين، عَ الأوف مَشْعل، عَ الزَّينو الزينو، عَ الروزانا، عَ العمّيم عَ العمام، عَ الميج يا بو الميجانا، عَ اليادي اليادي، عَ الهوّاره، عَ الـمَاني، على إم المناديل، على دلعونا، قالولي كن، ليّا وليّا، مَرمَر زماني، هزّي مَـحرمتِك، هلاّ هلاّ يا جملو، هيك مشق الزعروره، يا حنيّنَه، يا ظريف الطول، يا غزيِّل يا بو الهيبَه، يا لورُ حبُّكِ، يا مايلة عَ الغصون، يا من يحنّ إليك فؤادي، يا هويدلك يا هويدلي... وجميعُها شرح المؤلف نشأَتها وظروفها والقصص الـمُحاكةَ حولها.

ناصر مخول، عازفُ آلاتٍ عدَّةٍ في عرضٍ واحد، أضاف إلى لبنانَ التراثِ الموسيقيّ خبرتَه الفنيةَ والتصنيعية، ما يـجعلُ كتابَيه مرجعَين تِقَنيَّيْن للإبداع الموسيقيّ من تراث لبنان.

                                                      

email@henrizoghaib.com

يتم نشر هذا المقال في موقع "جماليا" بالتزامن مع بثه في إذاعة "صوت لبنان" يوم الأحـد 16 أيلول 2012

 

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.