مسرح الأخوين رحباني يجسد قيم الحب والوطن - عبير يونس

في مستهل محاضرته "القيم الإنسانية في مسرح الأخوين رحباني" التي أقيمت مساء أول من أمس في اتحاد كتاب وأدباء الإمارات في أبوظبي، أكد الدكتور مفيد مسوح "أن الفكر الرحباني فكر إنساني خلاق ومتجدد النظرة، ومستدام الفاعلية في الجوانب الروحية لحياتنا". وأدار المحاضرة الشاعر أنطون اسكندر، مشيراً إلى أن مفيد مسوح كاتب سوري أصدر كتاب "جماليات الإبداع الرحباني" في العام 2006 تزامناً مع الذكرى العشرينية لغياب عاصي الرحباني، وأطلق على هذا الكتاب منصور الرحباني، وهنري زغيب صفة "السفر الموسوعي".

الإنسان والوطن

تحدث مسوح عن مسرح الرحباني، مشيراً إلى أن الأخوين عاصي ومنصور رحباني أضاءا في مسرحهما علاقة الناس مع الطبيعة، مثل مسرحية "جسر القمر" إذ تحتج الطبيعة بلسان الصبية المسحورة، على أنانية المتنازعين على الأرض والماء والجاه والسيطرة. وأضاف: "قارن الرحبانيان في "الليل والقنديل" بين الأهالي والخارجين عنهم عبر متناقضة النور والظلمة. وعرضا طبيعية الصفة الإنسانية بأنها لا تقتصر على موقف الإنسان من الإنسان أو المجتمع، بل تتعداه لعلاقته بمكونات الطبيعة كالأشجار والزهور والقصب والكرم".

وأشار مسوح: "حتى الصيد في "بياع الخواتم، ويعيش.. يعيش" مجرد تسلية، وبواريد الصيد لا تقتل طيور البرية، لأن الإنسان الرحباني صديق لمكونات البيئة الجميلة". كما ناقش مسوح مفردات الإنسان والأرض والوطن التي تشكل وحدة البيئة الفكرية الرحبانية، الوطن بمفهومه الرحباني ليس أرضاً تحدها خطوط وفوقها سماء، بل هو أرض يسكنها الإنسان ويعيش عليها سعيداً مطمئناً منتجاً مبدعاً مساهماً في تطوير حياته وحياة الآخرين، فهي أرض حرة لا يحتلها غرباء ولا يتسلط عليها وعلى شعبها حكام مستبدون أنانيون وطغاة، يعيش عليها أبناؤها سعداء فاعلين. واستشهد مسوح بمسرحيتين برزت فيهما هذه الأفكار وهما "هلا والملك وجبال الصوان".

الحب رونق الحياة

عن القيم الأخرى التي ميزت مسرح الرحباني قال مسوح: "رأى الأخوان رحباني منذ انطلاقتهما في الخمسينات، أن الأسرة خلية جسد الوطن، فصورا البيئة الأسرية عبر علاقات الأبناء بالبنين والأسر ببعضها البعض ومجتمعات الضيع المتجاورة، وما يملأ حياة الناس خلال عملهم أو بعده، أو في الأعراس والأعياد وطقوسها الاحتفالية ووسائل الناس في التعبير عن هذا". كما أشار المحاضر إلى قيم أخرى مثل "العمر الذي يعد هاجساً للجميع، والحب الذي يعكس في مسرحهم ثقافة الحياة، ويرافق الناس في أوقاتهم المختلفة عبر هذا الحدث الاستثنائي الذي لا يأتي إلا مرة واحدة".

أبوظبي 01 فبراير 2012

*

الرابط في صحيفة البيان

مسرح الأخوين رحباني يجسد قيم الحب والوطن