3

:: تحية إلى نساء عين ابراهيم..! ::

   
 

التاريخ : 20/07/2011

الكاتب : شاكر فريد حسن   عدد القراءات : 1953

 


في الأسبوع الفائت بادرت مجموعة من نساء حي عين ابراهيم الفحماوي إلى تنظيم يوم عمل تطوعي، وقمن مع اطفالهن بإزالة أكوام النفايات والاعشاب البرية من الحديقة العامة وسط الحي، وذلك كبادرة طيبة وحميدة لنشر وتعميق قيم التطوع والانتماء، وانطلاقاً من قناعة راسخة مفادها "ما حك جلدك غير ظفرك".

فرحم اللـه أيام العمل التطوعي حين كانت القوى السياسية والوطنية والاوساط الشعبية والقطاعات الشبابية تتبارى وتتسابق في ميدان العمل التطوعي من خلال مخيمات العمل التطوعي وأعراس العمل والكدح والتضحية، التي انطلقت شرارتها الاولى من القلعة الوطنية ـ الناصرة، بعد انتصار جبهة الناصرة الديمقراطية برئاسة المناضل الخالد وطيب الذكر توفيق زياد سنة 1976، حيث شكلت هذه المخيمات في فصل الصيف اعراساً كفاحية ووطنية وثقافية وفنية لنشر ثقافة التطوع والفن الملتزم والابداع الاصيل، وكانت تظاهرات سياسية ضد سياسة التمييز والقهر والاجحاف والاهمال والحرمان وشح الميزانيات.

وكانت هذه المخيمات تستقطب الشباب والفتيات على حد سواء، وكان المتطوعون يصلون الليل بالنهار على أساس ان الشوارع والساحات والحدائق هي عامة للجميع، وصيانتها والحفاظ عليها هو واجب أخلاقي وإنساني ووطني بالدرجة الاولى.

في الماضي كان العمل التطوعي عبارة عن إيمان عقائدي وفكري، وأحد مكونات فلسفة اليسار بكل أطيافه والوانه، المجتمعية، وبفضل الأعمال التطوعية التي تبغي خدمة المجتمع وتطوره وازدهاره ونهوضه، كانت شوارع وساحات وأرصفة قرانا ومدننا نظيفة وأنيقة وتحيط بها الازهار واشجار الزينة. بينما اليوم غدت أكوام الزبالة مظهراً عاماً في شوارعنا وحدائقنا ومتنزهاتنا العامة، وما على المواطن الفحماوي إلا القيام بزيارة متنزه "اسكندر" أو متنزه "سويسة" للتأكد من صحة قولي هذا.

لقد تراجعت قيم العمل التطوعي في حياتنا إلى حد الاندثار والتلاشي، وذلك نتيجة ثقافة العولمة واللهاث وراء المال والثراء، والانغماس في الحياة الاستهلاكية، والبحث عن المصلحة الشخصية والمنفعة الذاتية الفردية، وبتنا نتوق إلى تلك الأيام الجميلة البسيطة،حين كان الناس يأتون زرافات وبايديهم "باكيتات السلفانا" للمشاركة في تحضير الباطون لصب سقوف الدور حديثة الانشاء، وكذلك قطف الزيتون وجني المحاصيل من الحقول..!

فتحية من القلب إلى نساء حي عين ابراهيم، ونشد على أيديهن ونثمن عالياً مبادرتهن التطوعية وما قمن به من عمل جبار ومشكور يعمق قيم التطوع ويؤصل لثقافة النظافة واهمية الحفاظ على البيئة؛ ومزيداً من المبادرات الاجتماعية والشعبية بهدف تنشيط الجهود التطوعية وإعادة الاعتبار والانتشار لقيم العمل التطوعي.


 

 

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.