3

:: صرخة مقدسي ::

   
 

التاريخ : 16/06/2011

الكاتب : توفيق أبو شومر   عدد القراءات : 1737

 


 

تلقيت رسالة موجعة من صديقي المقدسي الباحث النشيط سمير سعد الدين يوجهها إلى الرئيس أبو مازن جاء فيها:

"تشهد الأماكن الإسلامية والمسيحية المقدسة وصول أفواج الزائرين المسلمين إلى المسجد الأقصى لغرض زيارة المسجد وتقديس الحج من الدول الإسلامية وغيرها لزيارة الأماكن المقدسة الإسلامية المسيحية، تصل أفواج الزائرين بواسطة شركات وفنادق السياحة الإسرائيلية دون استفادة اقتصادية أو معنوية لشركات السياحة والفنادق الفلسطينية ولبيت المقدس إضافة إلى أن هذه الأفواج، من الزائرين المسلمين والمسيحيين يجري تلقينهم الرواية الإسرائيلية تجاه فلسطين والمقدسات الإسلامية والمسيحية"

انتهى الاقتباس

ويشير الكاتب إلى ما تعانيه شركات السياحة الفلسطينية من ضائقة اقتصادية، ناجمة عن تراكم الضرائب المفروضة عليها من قبل المحتلين الإسرائيليين.

 وهو يُطالب كل المهتمين بالتدخل لوقف هذا التزييف الإسرائيلي الذي يستولي اليوم حتى على قطاع السياحة الدينية الفلسطينية!

نعم إنها صرخة القدس المنكوبة، والتي تنام على جراحها، وتستيقظ على مآسيها، ولم تحظ من أبنائها إلا بالخطابات الرنانة، وبمئات الجمعيات والمؤسسات ووسائل الإعلام والتجمعات واللجان التي اقتبست اسم القدس لتمارس بهذا الاسم التعازيم السحرية اللفظية، وتقوم المطابع في كل يوم بطباعة عشرات آلاف المطبوعات والمطويات والكتيبات لنضعها فوق رفوف مكتباتنا كمومياوات محنطة، ونطبع مئات آلاف صور القدس بكنائسها ومساجدها لكي نعلقها في براويز مذهبة، بينما تنام القدسُ في ثيابها الرثة على الشوك.

لماذا لا يُطالبُ المسؤولون الفلسطينيون بحقهم في إدارة السياحة الدينية في الأماكن المقدسة، كما طالبوا بحساب أصوات المقدسيين في الانتخابات التشريعية؟

من المسؤول عن ترك القدس لقدرها المحتوم؟

أين أمين عام منظمة المؤتمر الإسلامي الرجل الوفي إكمال الدين إحسان أوغلو من المطالبة بحق المنظمة في إدارة المقدسات الإسلامية، أو أن تقوم بتحويل ملف القدس كمنطقة آثار لتحميها اليونسكو، وتشرف على إدارتها؟

ومن المسؤول تتويج (الملك سليمان) وزير الداخلية إيلي يشاي، كبطل لوضع حجر الأساس لإقامة الهيكل اليهودي الثالث، على أنقاض المقدسات الإسلامية والمسيحية؟

 وما حُكمُ التفويضِ الممنوح لإيلي يشاي، بأن يتولى إدارة المقدسات الإسلامية والمسيحية في القدس، على مرأى ومسمع العالم أجمع؟!!

أنا أعرف بأننا لن نتمكن من إرسال كتائبنا العسكرية لاستعادة القدس من أيدي إيلي يشاي، ولكنني أصاب بالدهشة في الألفية الثالثة حينما نواصل تجاهل أبسط حاجات سكان القدس، وألا ندعمهم بالمال ليصمدوا، وأن نُعلقهم في بوستراتنا لنتفرَّج عليهم صباح مساء، وهم يواجهون مصيرهم وحدهم، حاملين على أكتافهم أخطاءنا وتقصيرنا وتاريخنا، ونجلدهم بصراخنا الدائم كل يوم من بعيد:

اصمدوا... وصابروا...ألستم أهل الرباط إلى يوم القيامة؟!!

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.