3

:: الكلمة الأَحَبّ -32 ) فؤاد الترك: ... بل الأَكره ::

   
 

التاريخ : 08/06/2011

الكاتب : هنري زغيب   عدد القراءات : 1795

 


 

الكلمة الأَحَبّ

ما الكلمة؟ مُجرَّد حروف؟ مضمونٌ ذو مدلول؟ شكلٌ ذو جمال؟ رمزيةٌ ذاتُ دلالة؟

للكلمة موقعٌ في الذات هو غيرُهُ في السوى. ترتبط بقارئها أو قائلها ارتباطاً ذا علاقة خاصة بأسباب ذاتية تختلف بين شخص وآخر.

كلمةٌ معيّنة بالذات: ماذا تعني لك؟ بِمَ توحي إليك؟ لماذا استخدامك إياها أكثر من سواها؟ لماذا تتكرّر في كتاباتك؟

هذه السلسلة: "الكلمة الأَحَبّ"، أسئلةٌ نطرحها على المعنيّين بالكلمة كي نصل الى خلاصة تحليلية عن اللغة ومدلول اللغة و"لغات اللغة" انطلاقاً من الوحدة الأولى الأساسية التي هي الكلمة.

بعد واحدٍ وثلاثين جواباً من وليد غلمية وعبدالله نعمان وإملي نصرالله وأمين ألبرت الريحاني وجوزف بي ضاهرأبي ضاهر وسلوى السنيورة بعاصيري وجوزف جبرا وزهيدة درويش جبور ومي منسّى وهدى النعماني وغالب غانم ومحمد بعلبكي وهشام جارودي وألكسندر نجار وجورجيت جبارة وغازي قهوجي وسمير عطالله وإلهام كلاّب البساط وأنطوان مسرّة وفاديا كيوان وريمون جبارة وسلوى الخليل الأمين وندى عيد وهنري العويط ومنير أبو دبس وندى الحاج ونجوى نصر وهناء الصمدي نعمان ووردة زامل ونُهاد نوفل وكريستيان أُوسّي، هنا الجواب الثاني والثلاثون من الأمين العام السابق لوزارة الخارجية اللبنانية السفير فؤاد الترك.

                                                                                         هنري زغيب

                                                                                            email@henrizoghaib.com  _________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________________

 

32) فؤاد الترك: ... بل الأَكره

        أما الكلمةُ الأَحَبّ، فكان يُمكن أن أَختارَها بين كلماتٍ لكُلّ زمانٍ ومكان، ولكل ظَرفٍ وآن:

        الأُم، الحياة، رعشة الروح،

        الصدق والصداقة،

        النجاح والتفوُّق،

        الحقّ والخير والجمال،

        الوفاء، الوداعة،

        الفرح، العدل،

        السماح، الجود،

        الكبر والعنفوان وشمخة الرأس،

        الكرامة والكرَم،

        السعادة، السلام، الحرية،

        القيَم، المثُل العليا، النبالة والشرف، ...

        ولكن...

        هل يُتاح لي أن أسبح عكس التيّار؟

        وأن أُشير الى كلمةٍ أو كلماتٍ هي أكثرُ ما يرفضه عقلي وأذني في هذه الأيام؟

        إنها أكثر الكلمات التي تُردِّدها الألسنة بشكل ببغائي واجتراري وخشبي.

        لذلك قلّما تَخلو مداخلةٌ لي، أو خطبة، أو محاضرة من الاعتراض عليها.

        وهنا بعضها:

        العيش المشترك: كيف لشعب موجودٍ على هذه الأرض منذ آلاف السنين أن يتكلّم على العيش المشترك؟

        التعايش: معناها أنك مُكْرَهٌ على العيش مع الآخر.

        التلاحُم الوطني: والتلاحُم هو الاقتتال حتى يصل اللحم الى اللحم.

        الانصِهار الوطني: والانصِهار يكون للمعادن المنصَهِرةِ في ما بينها، ولا يكون بين البشر.

        الحرب الأهلية: وهي تحصر الحرب في لبنان باللبنانيين فقط، وبالمقابل تعطي صكاً ببراءة الذمة لجميع الذين تَدخّلوا فيها من الخارج.

        السلْم الأهلي: وهو نتيجة مكْملةٌ لعبارة "الحرب الأهلية".

        المؤامرة: أليست المؤامرات، في منطلقها ونتائجها، هي مصالح الدول؟

        أخيراً:

        تبقى كلماتٌ ثلاث هي كذلك الأَكرَهُ عندي.

        أَمقتُها ولو انني لا أذكرها في كتاباتي:

        الحسد، الجحود، الغرور.

تصدر هذه السلسلة تزامناً مع صدورها في جريدة النهار البيروتيّة صباح كلّ أربعاء

*) الأربعاء المقبل- الحلقة الثالثة والثلاثون: الشاعر شوقي بزيع.

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.