3

:: هل تستعد إسرائيل لحرب جديدة؟ ::

   
 

التاريخ : 18/05/2011

الكاتب : توفيق أبو شومر   عدد القراءات : 1518

 


 

 

تابعتُ ما قاله نتنياهو أمام الكنيست هذا اليوم 16/5/2011 تعليقا على أحداث يوم النكبة، وكانت كلماته وتقاطيع وجهه تُعطي المتابع انطباعا بالضائقة التي تعرضت لها إسرائيل يوم أمس 15/5/2011 ، في الذكرى الثالثة والستين لتهجيرنا من وطننا.

 ويبدو أن لهذا اليوم ما بعده من أحداث، فقد اعتاد زعماء إسرائيل أن يحتفلوا بتأسيس الدولة وتوزيع الجوائز على المبدعين، وحضور الأمسيات الفنية، وشرب الأنخاب احتفالا بالتأسيس!

كنتُ ألمح في نبرات الخطاب إشارات دفينة لمأزق إسرائيل السياسي والأمني الراهن، مأزق الحكومة المتطرفة وسياستها الخارجية الفاشلة التي يُديرها فعليا ليبرمان، ولعدم قدرتها على الخروج من النفق الذي حفرتْهُ بيديها، نفق استمراها في التوسع الاستيطاني وطرد الفلسطينيين من بيوتهم، واغتصاب أرضهم بالجدار والبؤر الاستيطانية، اغتصاب حقوقهم في الحياة الحرة، وحصارهم بالحواجز الثابتة والمتحركة، كل ذلك يحدث بالصوت والصورة في عالم أصبح يسجن الآباءََ الذين يعتدون على حقوق أطفالهم القاصرين!

بالإضافة إلى المأزق الكبير الذي يحيط بإسرائيل من كل الجهات، في حدودها مع الدول العربية ،فقد تمردت الشعوب على قاهريها وجلاديها من الحكام، وصارت ترى في إسرائيل حائلا بينها وبين حرياتها الكاملة، فقد ربطتْ الشعوبُ العربيةُ بين ما تعرَّض له الفلسطينيون من مآسٍ، وبين حالة العرب المُزرية في العالم!

ومما قاله نتنياهو استعداد لأزمة أو حربٍ مقبلة، أو حدثٍ عالمي كبير، يُنقذُ إسرائيلَ من حالتها الراهنة ، ويُجدد شبابَها العسكري وفتوتَها كشرطي كفء لتطويع دول الجوار قال:

" الفلسطينيون ليسوا جاهزين للسلام، فحماس التي ستشارك في حكومة وحدة وطنية لا تعترف بحق إسرائيل في الوجود، لذا فهي لا يمكن أن تكون شريكا في السلام.

 ليست المشكلة ناتجة عن عدم وجود دولة للفلسطينيين، فمشكلة الفلسطينيين ليست حدود 1967 ،ولكن المشكلة الحقيقية اليوم هي الصراع على حدود 1948 فهم يسمون تأسيس إسرائيل (نكبة)، إن النكبة الحقيقة هي عدم وجود زعماء فلسطينيين  قادرين على الاعتراف بإسرائيل دولة يهودية.

 لا يمكن إنشاء دولة فلسطين إلا باتفاق سلام، ومن يرغب في تحطيمنا هو عدو السلام "

 وأضاف نتنياهو محذرا ومنذرا ومبشرا بما هو آت:

" لا تجلدوا أنفسكم، ولا تدفنوا رؤوسكم في الرمال، يجب علينا أن نرى الحقيقة كما هي بعيونٍ مفتوحة، وفق الشروط التالية:

اعتراف الفلسطينيين بأن إسرائيل هي دولة الشعب اليهودي وأن يلتزم الفلسطينيون بإنهاء الصراع، وحل مشكلة اللاجئين، بما لا يعني إرجاعهم إلى دولة إسرائيل، وإنشاء دولة فلسطينية بمعاهدة سلام، بما لا يُعرِّض أمنَ إسرائيل للخطر، بأن تكون الدولة مجردة من السلاح، مع الاحتفاظ بالكتل الاستيطانية الكبيرة في الضفة الغربية، وبقاء القدس الموحدة عاصمة إسرائيل!!!

 

إن خطاب نتنياهو هذا اليوم قد يكون نفيرا حربيا، للخروج من الضائقة الليكودية اليمينية المتطرفة، وهناك خيارات أمام هذه الحكومة اليمينية، وليس من بينها بالطبع إعلان فشلها، أو الدعوة لانتخابات إسرائيلية جديدة، ولعل أبرز خياراتها يكمن في إحداث أزمة، أو إشعال حرب في المنطقة، في لبنان أو غزة، أو على الحدود السورية، أو حتى في ضرب المفاعل النووي الإيراني، أو في أي جهة أخرى، تتمكن إسرائيل من خلال الأزمة المقبلة الخروج من النفق المظلم الذي أوقعتْ فيها نفسها، حتى ولو كان الثمنُ غاليا وباهظا، فإسرائيل هي بامتياز دولة الأزمات والحروب !

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.