3

:: حركة جسد... وجنون ::

   
 

التاريخ : 17/05/2011

الكاتب : جوزف أبي ضاهر   عدد القراءات : 1769

 


 

حركة الجسد بنت الغريزة. تمشي بالشوق وتستره، تؤلف به إصغاءً وتنتزعه قبل هدأة تُسامر بعضها بعضًا، والرمز في التفسيرات، رشيق الصور أكثر من العبارات المملوءة بالصفات.

الإبهار ليس ملاذًا، ولا فرحًا من مزايا لا تُمتّع. والإمتاع لا يرتضي برقًا ولا لمعًا. بل شراهة حضور تتقاسم المشاعر بين الباعث والمتلقّي.

***

حركة الجسد توقظنا، آهةً، غمغمةً، زوغ موّالٍ يتماوج بين شفة وأختها، وإذا تمكّن تحوّل هبوبًا، يصل إلى حدّ الرقص في سكون النغم.

***

حركة الجسد تشتغل الحلم، على مهلٍ تشتغله، ولا إغماضة لعين.

اليقظة تتعرّى من الظلّ، الظلّ قشة يابسة في طرف جفن.

خاطرة تلوح، توشوش، ولا تفضح.

خلف السمع تبادل مسارات وشعور بحاجة. تنتفي «فضيلة» الخجل، ترذلها الذاكرة، تؤنّبها، ملهوفة... وترمي بها إلى نار الجحيم.

ـ موتًا تحترقين. رمادًا تُذرين فوق ورق الريح.

***

حركة الجسد أول الحروف، أكملُها، قلبُها، ونقطة آخر السطر.

يُقبلُ الكلام أصولاً، وترجمات لا خيانة فيها، وإذا جاز التأمل، تحوّل النص حالة، تجري من فردوسها أنهار لبنٍ وعسلٍ وشفاه.

***

حركة الجسد تبدّل في المشهد. تقذف به جاذبية تؤثر في النظر، وللنظر بهجته، واقترابه من التشهّي على قدر العناية الممتلئة بصنعة الحركة، لا بقيمة موجبات هي في الطقوس عادات تتكرر.

***

حركة الجسد ليست من الخارج، بقدر ما هي من الداخل وفيه. تصف بالشارات بشائر هطول الكلام، نثرًا وشعرًا، ومرادفات فصول الإدهاش. يضطرب الفم من جوع، والمائدة مسوّرة بالترقب.

بعض إلفة يفي، ولكن، لا يكتمل إلا بالجنون.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.