3

:: انطباعات حول زيارة أول معلم رسمي في محردة - الشاعر المهجري نبيه سلامة ::

   
 

التاريخ : 11/03/2011

الكاتب : مفيد نبزو – محفوض جروج   عدد القراءات : 1216

 


 

 

كانت معرفتنا بالشاعر المهجري الأديب الأستاذ نبيه سلامة مقتصرة على الرسائل فقط، فمن خلالها تعرفنا على "المربي الأول" وروحه العامرة بالحب العابقة بالحياة، وقلبه الخافق بالوفاء والإخلاص.

ولدى زيارته للوطن ذاك العام وبالتحديد يوم الجمعة الموافق 11 تشرين الأول 1985م وقبل سفره بيوم واحد، سافرنا إلى حمص وكلنا شوق وفي أعماقنا رغبة عارمة للقاء شاعر كبير ومربٍّ قدير عمل بتفان وإخلاص في مسيرة الحرف العربي ورسالته الخالدة.

وفي منزل السيد سيمون كباش الذي رحب بنا أجمل ترحيب أحسسنا أننا نعرفه من زمان بعيد التقينا فعلاً بالمربي الأول الشاعر نبيه سلامة – وكان اللقاء والعناق من أجمل ساعات العمر- وجلسنا نستمع لأحاديثه التي تخللتها الفكاهة والدعابة والفرح، وبوجه بشوش وكلمات محرداوية أحياناً تتجلى فيها روحه الطيبة ونفسه السمحة ووده الذي لا تقيده حدود ولا تعبر عنه كلمات، راح يحدثنا عن ذكريات لا تنسى قضاها معلماً في محردة سنة 1927م فاستمتعنا جداً جداً بحديثه الشيق وذكرياته الحافلة بالطرائف تارة وبالجد تارة أخرى، وكان في حوذتنا قصيدة ترحيب بالشاعر كانت معدة منذ 9/9/1985م في حال زيارته لبلده الثاني بعد حمص محردة، ولكن الظروف حالت أن نلتقي في محردة، والتقينا في حمص، ولكن الأحاديث ورعشة اللقاء جعلتنا ننسى القصيدة ولذلك فها نحن نقول: وداعاً أيها المربي الأول، وداعاً نقولها بشفاه محردة وقلب محردة وروح محردة وعيون محردة التي علمت شفاهها أسمى الكلام، ونشرت في قلبها الخضرة وفي عيونها النور وفي قلبها الحياة، وهذه القصيدة المنسية:

على الأغصـان صـــاح العندليـبُ

لمن فرشت على الدرب القلوبُ

لمن عبقـت محـــردةُ كـلَّ عطــرٍ

وأمســى النــورُ  بعـده لا يغيـبُ

نبيــهٌ... ألــف أهـــلاً  يــا نبيـــهُ

يكــاد القلـبُ  من فــرحٍ يـــذوبُ

محردةُ كـلـُّــها  خرجـت تنــادي

لقـد جــــاء المربـّـي والأديـــبُ

فهيـّــا  وافرشــوا بالــدَّرب ورداً

فـإنَّ الـدَّرب يخـفـقُ  يـــا دروبُ

نبيـهٌ يا محردةُ عــاد صبـَّـاً

فأهــلاً أيـُّــها الصَّـبُ الحبيـبُ

زرعت مشــاتلاً للنـّور فينا

بها العلم المزهّر والخصيبُ

وهــــاهــي نخـبـة منهم  وفيـهـا

المحــامي  والمعلـّـم  والطّبيـبُ

نبيــــهٌ..  ألـفُ أهــلاً يــا نـبـيـهُ

يكــاد القـلــب  من فــرح يذوبُ

صحيحٌ كنتَ عن وطني بعيداً

ولــكنْ..  بالقـلــوب لنــا قـريـــبُ

"فـأهـلاً يا حبيبَ الكـلِّ أهـــلاً"

وذكـــرك للمـدى  أبـداً  يطيـبُ

"وأهلاً يا حبيب الكـلِ أهــلاً"

بنور القلب ذكـرك لا يغيبُ.

 

مفيد نبزو – محفوض جروج .

جريدة حمص ملحق العدد 1655 الجمعة 8 تشرين الثاني 1985 م.

*كان من طلابه في محردة  آنذاك صاحب الغبطة البطريرك اغناطيوس الرابع هزيم والشاعر الكبير يوسف الخال حيث كان والده عبدالله الخال قسيس الكنيسة الإنجيلية في محردة.

 

 

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.