3

:: مائة عام على رحيل ليو تولستوي – ::

   
 

التاريخ : 13/11/2010

الكاتب : مازن كم الماز   عدد القراءات : 1405

 


 

يعتبر ليو تولستوي الذي تمر ذكرى رحيله المائة في العشرين من تشرين الثاني الحالي من أبرز الكتاب الروس ويعتبر الكثيرون روايته "الحرب والسلم" أفضل رواية على الإطلاق. لا شك أنه يمكن الحكم على قوة هذا الكاتب الروسي من روايته الأبرز تلك, حيث توجد فيها 580 شخصية, بعضها استمده تولستوي من الأحداث التاريخية وبعضها كان من بنات خياله. تنتقل أحداث الرواية من مقر قيادة نابليون إلى بلاط القيصر الكسندر الأول الروسي إلى ساحات القتال, ورغم أنه يعتقد أن غرض تولستوي من الرواية كان البحث في أسباب الثورة الديسمبرية 1825 ضد القيصر نيكولاي خليفة القيصر الكسندر الأول, لكنها أيضاً تعرض لتصور تولستوي عن التاريخ وخاصة محدودية دور أفراد فيه مثل الكسندر الأول ونابليون, هذا ما نراه أيضاً عندما وقعت ثورة البوكسر في الصين بين عامي 1898 و 1901, حيث انتقد تولستوي الفظائع التي ارتكبتها القوات الأوروبية بما فيها الروسية.

لا شك أن تولستوي كان معْلماً بارزاً لعصر يموج بالاضطراب الروحي والسياسي والاجتماعي, وأنه كان بامتياز أحد أبرز المؤثرين فيه. لقد تشكل فكر تولستوي بدءاً بمشاركته في حرب القرم التي عاد منها بكراهية غير محدودة للحروب, ومن رحلته إلى أوروبا في أواخر الخمسينيات وأوائل الستينيات من القرن التاسع عشر, حيث قابل الاشتراكي الفوضوي برودون في منفاه في بروكسل, وأصبح بعدها أحد أبرز خصوم العنف والدولة والكنيسة السائدة, لدرجة أنه حرم كنسياً عام 1901 بسبب مواقفه من الكنيسة. كان تولستوي على الرغم من ذلك مؤمناً بل عميق الإيمان, لكنه رأى أن الخلاص يكون بحب الإنسان للإنسان الذي أمرت به المسيحية بعيداً عن الدولة والكنيسة, ولم يتوقف في أواخر حياته عن انتقاد الدول, بما في ذلك الدولة القيصرية, التي لا تتوقف عن شن الحروب, حتى أنه عرض على الراهب البوذي الياباني شاكو عام 1904 عندما اندلعت الحرب الروسية – اليابانية أن يصدرا معاً بياناً ضد تلك الحرب. ومات أخيراً فقيراً بعد أن تخلى عن أملاكه للفلاحين الذين يزرعونها, رغم معارضة زوجته, في محطة للقطارات في العشرين من تشرين الثاني عام 1910.

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 1

.

15-11-2010 02:3

محمّد هاشم

الخلاص يكون بحب الإنسان للإنسان الذي أمرت به المسيحية بعيداً عن الدولة والكنيسة,

وقال كارل ماركس" الدين أفيون الشعب"

حتى يومنا ما زلنا نتعاطاه وبجرعات تهدّد الإنسانية بالزوال.

ليتهم يقرأون فيتعلّمون.

إضاءة جميلة على أحد أبرز الكتّاب.

شكراً لكم


 

   
 

.