النهار والليل فوق ملوّنتي: أبيض وأسود. وأمّا الألوان الأخرى ففي داخلي. أختار منها ما يساعدني لابتكار مشهدٍ، خارج الليل والنهار.
هو من العقل بطاقة سفر إلى المخيّلة.
***
أفعال الليل ليست كلّها سود.
وأفعال النهار ليست كلّها بيض.
الأفعال هي ذاتها. أفكارنا تختار لونًا يناسبها.
***
أرسم بحرًا من حبرٍ، وأرمي صنّارتي.
أوراقي البيض تنتظر سمكة.
أرفع الصنّارة خاوية، حتّى من الكلام.
***
رسمت الغيم لوحة السماء، وخبأت المسافات بالقطن الأبيض.
غار الهواء وعتب. وحمل ممحاة مهدّدًا الغيم بسرقة القطن ليصنع منه شالاً... وغادر وهو يضرب اللوحة بممحاته.
***
الهواء طائر أعمى، يغرّد وحيدًا، ويسافر وعلى ظهره الوقت... وأحلام البيوت.
***
الباب وجه البيت.
مرّات يوصل إلى القلب.
***
الحائط لا يحتاج إلى باب.
الباب يحتاج إلى حائط.
***
الواقف في الباب من الداخل، غيره الواقف في الباب من الخارج.
نظرتان تلتقيان على اختلاف المشهد.
***
لا علاقة للأحلام بالأسرّة.
أكثر الذين يحلمون، ينامون على التراب.
***
ينام الليل في سرير واحد، ولا يبدّله.
فقط، يبدّل الذين ينامون معه.
***
أغلق النعاس عينيّ، وفمي، ونَسي أن يأخذ المفتاح معه.
جاءت الأحلام، فَتَحت، ودَخَلت إلى العينين. غيرت خريطة النّوم.
وأمّا الفم، فأرادته يظلّ مقفلاً. لا تحب الثرثرة والشائعات.