تستمرّ الأوطان بالذين يكتبون
شعرًا، نثرًا، تاريخًا، موسيقى، تشكيلاً
وأما الذين يتحدّثون
فكذبًا يعيشون، وموتًا يموتون.
***
مشهد الغياب واحد: فراغ في الصورة.
الباقي من الصورة... ولو ظلاً
تضمّه كلمة، نعمة حركة لون، وتمشي به في مواكب الأيام.
***
الموسيقيّون، الرسّامون، الشعراء والكتّاب، ولنسمّهم اختصارًا «النورانيّون»
يمشون في مواكب العطر والحلم
حتّى ولو نزلوا في محطةٍ، فإنهم يستمرّون في المشي.
***
هويّة الوطن، من دون ذكرٍ لملامحهم، تبقى ناقصة.
تحتاج إلى هويّة للتعريف بها.
تحتاج إلى حضورهم فيها.
***
«النورانيّون»، ولو اشتهوا، والشهوة لبّ النبض،
وهوس المشاعر... لا يسقطون في شهواتهم إلى الأديم.
وإذا حدث، ووقع المحظور، تقطع الشهوة شرايينها لتموت.
***
يَلبَس «النورانيّون» ثيابًا مزركشة، يصنعون لأكتافهم أجنحةً، وهم يعرفون:
ليسوا بحاجة إليها للطيران.
العصافير تقلّدهم، وأبواب المدى مفتوحة أمامهم.
***
«النورانيّون» يُوصفون بأنهم في مرتبة الروح.
يهيمون، وتظلّ الطريق تلاحق أقدامهم، وتوصلهم إلى حيث يجب أن يكونوا.
***
«النورانيّون» لا يستبدلون القصائد بالخبز،
وحين يجوعون
يقتاتون بفتات قلوبهم، وتشبع أقلامهم.