3

:: ألجسدُ شوقُ الإله! ::

   
 

التاريخ : 05/09/2010

الكاتب : إيلي مارون خليل   عدد القراءات : 1891

 


 

 

نـأيٌ... يَضِجُّ بنا... بالدّمـعِ نَغتسِـلُ

بالطُّـهرِ نَحنُ نُهًى...  بالنّـورِ نُرتَجَلُ

نَسْـمـو،  فَنَحنُ أناشيدُ الهَوى عَصَفتْ

بِبـالِ نَشْـوَتِنا،  عَصْـفًا،  بهِ الأمَـلُ

رَحْبٌ بنا، جُدُدًا، نُغوي المِثـالَ مَـدى

عُمرٍ، فتَصْخَبُ روحٌ  نـارُها... قُبَـلُ

***

نـارٌ سريرُكِ، يـا حُبّي! وقد عَبَـرَتْ

أنغـامُهُ جسدَينا...  روحُنـا... ثَمَـلُ

نَحْـتَرُّ دِفْءَ دمـاءٍ،  مَجدُها... وَرَعٌ

فَنَحنُ أُغنيـةٌ... قلـبٌ... ونَشْـتَعِـلُ

نَصْفـو هوًى، ويَبيتُ القهـرُ مُنْـبِتَنا،

نَذوبُ طَيفَ مُنًـى، غـارتْ بهِ السُّبُلُ

نَرقى هُدًى، ويقـومُ الحُبُّ، مُبتَهِجًـا،

يُنيرُ روحَ فؤادٍ...  شفـَّـهُ الأجَــلُ

نَرجو نَـدًى،  ويَدومُ البُعْـدُ، مُنْسَكِبًا،

إنّ البُعــادَ غـذاءُ الرّوحِ... تَحْتَمِلُ

نشتـاقُ خَلـْوةَ حُلـْمٍ  جُنَّ صائغُـهُ

يَشدو غِوًى، ويَـروحُ الوَجْدُ يَنشتِـلُ

آيـاتِ رِعشـةِ وَحْـيٍ  ثارَ شاعرُهُ

جنونَ زهةِ بُعـْدٍ... فيـه نَكْـتَحِلُ..

***

هَجْـرٌ نأى سَفَرًا، بُعْـدٌ كَوى لَهَبًـا،

فنَحنُ نُهـرِقُ روحًا طـافَ يَنغـزِلُ

قهـرًا  ودمعَ قلـوبٍ  غَصَّ مؤتلِقـًا

لَفْحًـا، ونَفْحَ مُنًـى غامتْ وتَنْسحِـلُ

تَعَطَّرَت خَلَجــاتي،  باسْمِها، ولَهًا،

ريحُ التَّـذَكـُّرِ عَصْـفٌ ما لهُ خَجَلُ

حبيـبـةٌ كَرُمَـتْ!  ما بيننـا أمـَلٌ

يشُبُّ شَـبَّ نَوًى،  ضـاقت به المُقَلُ

فحيـنَ لا تَسَـعُ الأعمـارُ آهتَنــا

كيفَ القَبـولُ بِعُمْـرٍ  دَبَّ.. يُبتَذَلُ!؟

نُبْلٌ مَـواقِفُنا...  صِدقٌ مَـواجِعُنا...

هَمٌّ مَـلامِحُنا...  شُهْـبٌ... ونَرتحِلُ

نورًا صفـا قُبَـلاً، طُهْـرًا نَما زُهُدًا،

جمرًا حَـوى نِعَمًا، ضـاءت به المُثُلُ

فالحُـبُّ روحُ إلـهٍ،  نَفْـحُ أفـئـدةٍ،

والبُعْـدُ نـورُ نفـوسٍ... طافَ يُقتَبَلُ

***

ضَـوءٌ،  هو الجسدُ/اللُقْيـا، ومُلْتَمِسًا

كَمـالَهُ، عُـمُـرًا، بالحُـبِّ يَكـتَمِلُ

يا قـومُ!  لا تتناءى نفسُ صـاحبِها!

الجسمُ شَـوقُ إلـهٍ...  حَـلَّ يَمتثِلُ!

خَلاصُنـا  قَـدَرٌ عـذْبٌ،  مَدى أبَدٍ،

وحُـبُّنا...  هـو أدهـارٌ بها الأزَلُ!

*

 

 

 

 

21 آب 2009

(لونغ بيتش/كاليفورنيا)

 

 

 
   
 

التعليقات : 8

.

11-09-2010 08:0

إيلي


أندره!

تَذَوُّقُ الشّعر لا يقلّ شأنا عن كتابته. كلّ قراءةٍ إضافة، فغنى النّصّ من غنى قارئه.
بمحبّة.


.

11-09-2010 12:2

أندره ش.


أستاذ إيلي، تحية طيبة
حقا إن تعابير من مثل "بالنور نرتجَل" و"ببال نشوتنا" و"نغوي المثال" و"عبرت أنغامه جسدينا" وسواها الكثير تشير إلى خصوبة خيال ورهافة ذوق ومتانة لغة نفتقد إليها هذه الأيام. وإن بيتا مثل الذي اختاره الأستاذ حبيب حبيب والذي يليه يمكن اعتبارهما من "عيون الشعر"...
أرجو دوام العطاء... مع تمنياتي الطيبة ل(جماليا)


.

08-09-2010 01:2

إيلي



أستاذ حبيب
أرى أنّ الشِّعر، في ما هو، بُنيةٌ إيقاعيّة، فكريّة، جماليّة، عاطفيّة... معا. وهو يقوم على الصّدق الحميم...
أشكر لك قراءتك...


.

07-09-2010 04:2

حبيب

فحيـنَ لا تَسَـعُ الأعمـارُ آهتَنــا

كيفَ القَبـولُ بِعُمْـرٍ  دَبَّ.. يُبتَذَلُ!؟

 

الشعر الجميل، لحناً ومعنىً، تتلقّى الدعوة للإقامة عندهما. تنتشي، ولاتستطيع أن تميّز من صاحب الدعوة لتشكره.

عُدتَ بنا. عُدْ. وعَوّدَنا. مشكوراً

 


.

06-09-2010 03:4

إيلي

سيّدة سوزانّ!

هو هكذا الحُبُّ، وإلاّ فهل يكون!؟

وتاليًا: أشكر رأيكما، أنتِ و  Amal N ، رأيُكما دافع مهمّ، جديد، يحمّلني مسؤوليّة كبيرة...


.

06-09-2010 03:4

إيلي

أشكر رأيك، وأتمنّى أن أكون على مستوى التّحدّي اللازم للتّجاوز الدائم؛
محبّتي


.

06-09-2010 04:2

سوزان ضوّ صايغ

وحُـبُّنا...  هـو أدهـارٌ بها الأزَلُ

رائعــــــــــة

هل من حبّ أعظم؟؟؟

أتسمح لي أن أضمّ رأيي المتواضع إلى رأي أستاذة الأدب العربي؟؟ 

 


.

05-09-2010 01:5

Amal N




إشتقنا (أقلّه أنا، أستاذة الأدب العربيّ)، في هذا الزّمن، إلى هذه النّوعيّة من الشِّعر!
تحيّتي، بمحبّة.


 

   
 

.