3

:: صبراً لابدّ من فجرٍ ::

   
 

التاريخ : 30/08/2010

الكاتب : ابراهيم زيدان   عدد القراءات : 1289

 


 

 

القصيدة الفائزة بجائزة الاتحاد العام للأدباء والكتاب في العراق عام 1997. وقد اعتذرت جميع الصحف العراقية عن نشرها في حينه.

 

 

سنقولُ كلاّ

قمرٌ تدلى،

فوقَ تأريخٍ سنوقدهُ بأدمعنا،

ونخرجُ من ظلامٍ يكسرُ المصباحَ،

في لهفٍ على قبرِ الضحايا.

سنقولُ: لا

ويعمّق التّجارُ قبراْ.

وأبي يصلّي

ويقولُ صبراْ.

لابدّ من فجرٍ،

على شرفاتِ هذا الصبرِ،

نبصرهُ،

ونعطيهِ الدّماءْ.

ربّاهُ،

يانوراً تشرّب في الضلوعْ.

الآنَ يبتدىءُ القلوعْ.

نحو الضياءْ.

ربّاهُ،

ياأملَ الجموعْ.

ماذنبُ أطفالٍ تجوعْ ؟

والقلبُ يغرقُ في الدموعْ.

(هيّىءْ لنا منْ أمرنا رَشداْ).

واخرجْ بنا نحو الندى

فلعلّ هذا الصوتَ يعلو،

والصّدى.

يهوي بأركانِ الردى.

مرّتْ بنا (سبعٌ عجافْ)1.

تجّارنا (الشرفاءُ جداً)

أبلوا بلاءً في القطافْ.

باعوا زهورَ شبابِنا

كي يكسروا ظهرَ الحصارْ.

وتفنّنوا في قتلنا

في دفنِ أحلامِ الصغارْ.

أما (الوكيل) 2.

تعلو على دكانهِ (منْ غشّنا)

والكيلُ،

يطفحُ بالعويلْ.

قالَ الصديقْ.

أفقٌ يضيقْ.

والناسُ يأكلها الحريقْ.

والسوقُ مقصلةُ الدماءْ.

والمرتشونَ بلا حياءْ.

وصفوا الدّواءْ.

قالَ الشهيدْ.

وهَجاً أريدْ.

شدّوا الحزامَ على الجروحْ.

فلعلّ حلْمَ صغارِنا المذبوحْ.

يشفى،

ويكشفُ أو ينوحْ.

قالَ المرابي.

جمعاً سأدخلكم جنانَ المالْ.

فخذوا شرابيْ.

ودعوا البلادَ،

الى العذابِ.

ويقولُ أشباهُ الرجالْ.

صارَ الرّصيفْ.

(بازار) مذبحةِ العفيفْ.

ستطيرُ طائرةُ التحالف.

الضوءُ أحمرُ لاتخالفْ.

وتقولُ: لا

هذا محالْ.

فعيوننا صوبَ المنالْ.

منْ اينَ نصطادُ الإجابةْ.

ياماسكاً جمرَ السؤالْ.

العمرُ ساريةُ الكرامةْ.

والدربُ يفضي للقيامةْ.

ياأيها المسكونُ بالرّفضِ.

وضعوا خطوطَ الطولِ والعرضِ.

رسموا حدوداً للشعاعْ.

ماأضيق الأرضِ!

ياناشراً فينا الشراعْ.

بضيائهِ

وبروقهِ

بالنارِ والرفضِ.

وتقولُ: لا

وأقولُ: لا

يازارعاً فينا المحبةَ واليقينْ.

سنقولُ: لا

وأقولُ ياأبتي العراقْ.

قلبي على قمري الذي مازال يسهر كالمشاعلْ.

مازالَ يحمي ماتبقىّ منْ سنابلْ.

وحدودُ قامتهِ عقاربْ.

قلبي على قمري المحاربْ.

الأخوة الأعداءُ،

ألقوهُ في الجبِّ.

في قبوِ الهلاكْ.

قلبي على قمري الملاكْ.

سنقولُ: كلا

ونقول: مهلاْ.

فرساننا يمضونَ نحوَ الشمسْ.

ليعودَ وجهُ بلادنا

أبهى وأحلى

ومزيّنا كالعُرسْ.

 

1- اشارة الى سنوات الحصار الذي فرض على شعب العراق، وكانت السنوات قد بلغت عند كتابة القصيدة هذا العدد.

2- اشارة الى (وكيل الحصة التموينية) او كما يعرف (وكيل المواد الغذائية) اذ جرى تقنين غذاء العراقيين بموجب نظام (البطاقة التموينية) لمواجهة الحصار الاقتصادي الذي فرض على العراق، ولاتزال سارية المفعول ولكن بوضع بائس جداً يؤكد فشل وزارة التجارة الحالية!

 

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.