3

:: لا تعنيني كثيراً... (رسالة علنيّة أُولى إلى ناخبين ومنتخَبين محتمَـلين) ::

   
 

التاريخ : 24/05/2010

الكاتب : حـنّـا نـور الـحـاجّ   عدد القراءات : 1274

 


 

 

الرئاسة ليست في أعلى سلّم اهتماماتي. لست ممّن يهمّهم كثيرًا مَن سيكون في السنوات الخمس القادمة رئيسًا للمجلس المحلّيّ في عبلّين. تهمّني عبلّين. عبلّين أهمّ من المجلس.

قد لا يصدّقني البعض إذ أقول هذا، وقد يعتبون عليَّ متّهِمين إيّاي باللا مبالاة. فلأكنْ غيرَ مصدَّق، ولأكنْ مُعاتَـبًا! التكذيب والعتب ليسا موضوعنا في هذا السياق. موضوعنا هو بلدة عانت في السنوات الأخيرة دمارًا ورعبًا بفعل أحداث عنف عصفتْ بها لأسباب أخفّ توتيرًا بكثير من مسألة الانتخابات. كانت تلك أحداثًا استُخدمت فيها أسلحة ناريّة وأسفرت عن وقوع ضحايا وخسائر. كانت تلك أحداثًا عمّقت تخوُّفَنا وتخلُّفَنا، وجعلت بعضنا يَخشَوْن إجراء انتخابات محلّيّة، من باب الافتراض أنّ العنف الذي قد يرافق الانتخابات هو أشدّ تدميرًا. بل إنّ بعضنا يصرّحون أنّ بقاء لجنة معيَّنة لسنين أطول -على عِلاّته- هو أرحم وأرأف من احتراب أهل البلدة الواحدة. هو أرحم وأرأف بما لا يقاس.

الحلّ ليس في الرئاسة. بل إنّ الرئاسة -أو التعاطي معها- قد تكون هي المشكلة لا الحلّ. قد تكون الرئاسة حلاًّ (أو بالأحرى: وصولاً أو حلولاً) لذوي الطموحات الشخصيّة البحتة، أمّا عبلّين فقضاياها لا تُحَلّ بالرئاسة. الرئاسة والكراسي ليست حلاًّ سحريًّا إلاّ لدى المسحورين ببريقها. بل إنّ الخلاف حول الرئاسة (باعتبارها "أهمّ" ما في عبلّين، أو "أهمّ" منصب فيها!)، هذا الخلاف إذا تفاقم واحتدم وتحوّل إلى صراع محموم وعداء مستحكم، فقد تكون عاقبتُه عودةَ لجنة معيَّنة أخرى تدير شؤون مجلسنا المحلّـيّ لسنوات وسنوات. عندذاك، سيصدّق الكثيرون التهمةَ الجاهزة التي لا نميل إلى قبولها: أهل عبلّين غير جديرين بأن يديروا شؤونهم بأنفسهم!

إن كنتم، أيّها المرشَّحون للرئاسة والعضويّة جميعًا، ترغبون في أن تكون الانتخابات معركةً (كما يحلو لبعضهم أن يسمّوها محوّلين إيّاها إلى حرب من حيث لا يعلمون أو لا يقصدون)، فلتكن معركةً ضدّ العنف. واسمحوا لنا أن نسألكم، في هذا المقام: هل أنتم معنيّون حقًّا بمكافحة العنف المحلّـيّ؟ هل في برامجكم الانتخابيّة تطرُّقٌ إلى العنف ومعالجته؟ هل لديكم تصوُّرٌ في هذا الشأن أو اقتراحات أو آليّات عمل؟

نحن في انتظار برامجكم وسلوككم وأفعالكم...

 

 

عـبـلّـيـن – 17/5/2010

      hajhanna@gmail.com

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.