3

:: على حافّة الكلام (كتابات حُبّ) - 2 ::

   
 

التاريخ : 17/02/2010

الكاتب : إيلي مارون خليل   عدد القراءات : 1616

 


  

على حافّة الكلام

(كتابات حُبّ)

(2)

إيلي مارون خليل

 

       يا امرأة

       لماذا أنتِ هكذا!؟

       أفعى مغرية، تقطر السُّمَّ في بسمتها، فتقتل! قبضة ثلج نهفو إليها، فتذوب! ولا ندري لماذا، ولا ندري كيف!

       أنتِ، يا امرأة

       تسيرين، شتاء، فتُزهر الأرض، يُبرعم الورد، يعقد الياسمين! تخطرين، ربيعًا، تشهق، وراءكِ، العيون، تخفق القلوب، ييبس الموسم الواعد! تتهادين، صيفًا، ينضج الثّمر، يضيع العطر، تُطفَأ الشّمس! وإذا تهاديت، خريفًا، فاض الخير، ابتسمت الشّرايين، زهّر الحجر!

       أيا ملهِمة

       بكِ أحلمُ، أنا، آتية في مركب الرّياح، تُزلزلين الأجواء، تقطرين الإلهام كؤوسًا تحملينها إليّ في أنامل من لهب. بكِ أحلم ضياء يهزم كلَّ عتمة ويستمرّ؛ يأتي من وراء الأفق، يسكب الحُبَّ في العروق، ويُعربد، مصلِّيًا، في الأرواح. أحلم بكِ بحيرة من الضّباب، مرصودة، سكّانُها عصافير النّار، تزغرد أغنيّاتٍ رماديّة غامضة. أحلم بكِ جداول سعادة تأتيني من حيث أدري ولا أدري؛ تسكنني، تحوِّلني جنائن ربيع أبديّ.

       أنتِ، يا امرأة، تفّاحة تطفح الشّهوة منها وتسيل، معبِّئة الجرار في الأجساد والنّفوس والنّوايا، ولا ندامة. بل أنتِ غريبة عجيبة، لا يُعرَف، لكِ، لون ولا وجه ولا اتّجاه! تارة تعصفين بحرارة جَهنّم، وتتهادين، تارة، ببرودة القطب.

       وحدكِ، أنتِ، يا امرأة                                                                     أريدكِ، فيّ، تزرعين بذور الخصب. أكرّمكِ إذ تصلين لتصبّي فيّ شلاّلات الاشتياق والرّغبة والعصْف المجنون. أنا، بين يديكِ، طينة طيّعة. أتحوّل، حتّى، بحيرة مرصودة تُثمر الهستيريا. ألا ترين، معي، أنّا، هذه البحيرة، ولا تنفتح إلاّ على وجهينا معًا!؟

       حوّليني إلى حوض فوضى تُعشِّش فيه سنونوات الرّموز. لا! لن أفرض عليكِ بذارًا. أنتِ تعرفين. أنتِ الطّيبةُ كلُّها. ويداكِ تحملان طيبتَك، تزهران محبّة، تعقدان أحلامًا.

       أريدك، يا امرأة. أريدك دِنانَ خمورٍ أرتشفها، أعبُّها، ولا أرتوي. إنّي في ظمأ إليكِ. إليكِ. إليكِ. أسرع على أهداب عينيّ. من القلب والشّرايين أتنهّد، أشهق، فأنتِ، لي، بحار اللذّة. جائع، أنا، وأنتِ، لي، جرّة اللبن. وانتِ، دومًا، ملآنة. وأنا، دومًا، أعبّ. أعبّ. لا أتعب. لن أتعب. أنتِ تفّاحتي المحرَّمة. وأحبّ، أنا، ألاّ أخالف الوصيّة. لكن لا أستطيع. ولا أندم. ألوصيّة لخير البشر. وأنتِ الخير لي.

       أيا المرأة الرّائعة

       أنتِ، لي، ما الأفقُ للرّيح. ما الزّهر للرّبيع. ما الرّبيع للطبيعة، للحياة. أفهمتِ؟ أحبُّك! أنتِ، يا حياتي المجيدة!    

 

تشرين الأوّل 1968             من كتابات التّاسعة عشرة

 

 

 

 
   
 

التعليقات : 0

 

   
 

.